صفاقس تواجه تغير المناخ


عقدت جمعية التنمية المتضامنة بصفاقس يوم 28 ماي ندوة دولية تحت عنوان "صمود صفاقس في مواجهة صمود المناخ" بالتعاون مع بلدية صفاقس والوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ووكالة التعاون الألماني. وتناولت هذه الندوة القضية المناخية بصفة عامة على المستوى العالمي والإقليمي والوطني. ما تعمقت في دراسة المستوى المحلي إعتمادا على التجربة التي راكمتها صفاقس خلال العقدين الأخيرين بالخصوص في مجال الاقتصاد في الطاقة ومواجهة تغير المناخ.

وسعى الخبراء في المجال المشاركون في هذه الندوة إلى تبسيط مفهوم التغيرات المناخية وتفكيك معادلتها، والإحاطة بالإشكاليات الجيوسياسية التي تطرحها على مختلف الأصعدة. كما تمّ عرض مختلف المبادرات المعدة والمنجزة من طرف المنظمات الدولية والدولة التونسية والجماعات المحلية والجامعة والمجتمع المدني لإيجاد الحلول قصد الحدّ من تفاقم المشاكل الناتجة عن التغيرات المناخية في البلاد التونسية عامة وفي جهة صفاقس خاصة.

ولقد تغيرت الحياة بصفاقس بتغير مناخها الملحوظ خلال العقود الأخيرة أثر سلبا على جودة الحياة لمتساكنيها. فقد شهدت المدينة ارتفاع في الحرارة بدرجتين بين سنتي 1950 و2010 حسب الدراسات والبحوث العلمية لجامعة صفاقس وكذلك تعددت وتواترت الأيام شديدة السخونة حيث تجاوزت درجات الحرارة في صائفة 2021 حدود 50 درجة وأنحبست الأمطار لعدة سنوات أضرت بقطاع الفلاحة خاصة صابة الزيتون واللوز حيث انخفضت الإنتاجية كميا ونوعيا وماتت نسبة هامة من الأشجار بسبب الجفاف وتعدد ظهور الأمراض بالنباتات والأشجار.
 
كما شهدت صفاقس تكرر الأعاصير الرملية الحاجبة للرؤية والأمطار الموسمية خاصة الخريفية التي تهطل في بعض الأحيان بغزارة شديدة وفي فترة قصيرة مما يتسبب في فيضانات مضرة للبلاد والعباد وحصول هبوب رياح قوية نتج عنها في بعض الأحيان خسائر في الأملاك والأرواح. وشهد البحر في عديد المناسبات مد أحمر ونفوق الأسماك نتيجة نقص الأكسيجين في ماء البحر خاصة بالأماكن الملوثة نتيجة المياه المستعملة المتأتية من للديوان الوطني للتطهير أو من بعض المعامل بالمناطق الصناعية غير النظيفة والتي يتم تصريفها مباشرة في البحر.
 
إضافة إلى ذلك سجلت عدة شواطئ في جهة صفاقس ظاهرة الإنجراف والتلاشي التدريجي إلى جانب الإرتفاع المسجل ببضع الملمترات سنويا في مستوى البحر الذي غمر عديد المناطق وأدى إلى تقدم البحر نحو اليابسة وهو ما سيترتب عنه خطر إضمحلال بعض الشواطئ الجميلة برمالها الذهبية وأمواجها الهادئة مثل شاطئ الشفار. أن تغير المناخ الناتج عن الإنحباس الحراري لم يعد فرضية قابلة للتشكيك بعد أن إتضحت علميا حقيقته مما يحتم على كل المتدخلين (من أصحاب القرار وقطاع عام وخاص وجامعة ومجتمع مدني ومواطنين) التعامل معه بصفة جدية وإستباقية حتى نظمن لبلادنا تونس بصفة عامة ومدينتنا صفاقس بصفة خاصة تطوير قدرتنا للصمود في مواجهة التغيرات المناخية الآتية لا محالة عاجلا أو آجلا.
 
ما هو مدى صمود صفاقس حاليا لمواجهة تغير المناخ؟ وكيف يمكن ان تكون أكثر صمودا في المستقبل؟ وهل تكون قادرة فعلا أن تدخل في نادي المدن الصامدة على المستوى الدولي؟ ستحاول جمعية التنمية المتضامنة بصفاقس من خلال هذه الندوة (التي تنعقد يوم السيت 28 ماي 2022 بميامي سنتر إبتداء من الساعة التاسعة ) الإجابة على كل هذه الأسئلة.

ألبوم الصور

تعليق جديد

فريق التحرير




مقالات أخرى للكاتب

فريق التحرير