دولة البوليس باقية وتتمدد.. ما الحل؟


بيان- واصلت آلة القمع والإجرام البوليسي ومن ورائها قضاة التعليمات وبتواطؤ منهم سياسة التنكيل بالشباب والنشطاء والصحفيين وتوالت الانتهاكات في الآونة الأخيرة حيث شهدت الفترة التي تلت المصادقة على "دستور الجمهورية الجديدة" والتي لم يمض عليها أكثر من شهر مقتل الشاب كريم السياري بجهة تينجة التابعة لولاية بنزرت جراء تعرضه للتعذيب داخل مركز الأمن، كما شهدت اعتداء امنيين على الشاب مالك السليمي أصيل حي الانطلاقة مما تسبب له في اضرار بدنية جسيمة وآخرها مقتل الشاب محسن الزياني على يد أعوان الحرس الديواني وبالجرم المشهود في مشهد وحشي سيبقى وصمة عار تلاحق دولة البوليس لينضم هذا الشاب إلى قائمة طويلة من ضحايا حاملي السلاح وقضاة قصور اللاعدالة. هذا دون أن ننسى الاعتداءات الهمجية التي اقدمت عليها النقابات الأمنية تجاه الفنانين والمبدعين خلال الآونة الأخيرة.

كما تم في نفس الفترة اقتحام منزل الصحفي والناشط السياسي غسان بن خليفة واعتقاله بصفة تعسفية وفي خرق واضح للإجراءات ولحقه الإنساني في الدفاع عن نفسه بحضور محاميه مع احترام قرينة البراءة وحقه كذلك في المحاكمة العادلة بعيداً عن التشفي أو التدخل السياسي ومحاولات السحل الإلكتروني من مساندي الرئيس وأنصاره. كما تعتبر منظمة أنا يقظ أن اعتقال غسان بن خليفة نكسة جديدة لحرية التعبير ومحاولة فاشلة لتكميم الأفواه الحرة والقلم المتمرد.
 
إن تواتر هذه الاعتداءات لم يقطع مع ممارسات ما قبل 25 جويلية 2021 القمعية ومنظومة الحكم السابقة والتي لا تقل عنها دموية وعنفاً. وتعتبر منظمة أنا يقظ أن ما خلفته هذه الانتهاكات من افلات من العقاب سيساهم في مزيد تقويض السلم الاجتماعي ومزيد تكريس ثقافة الإفلات من العقاب وتقوية شعور الأفراد بالظلم والنقمة في وطنهم المغتصب من عصابات مارقة عن القانون.
 
في الأخير، تؤكد منظمة أنا يقظ أن حق الإنسان في الحياة هو حق مقدس وأن استعمال السلاح والرصاص الحي في وجه مواطنين عزل هي جريمة إنسانية، وتطالب المنظمة بمحاسبة المتورطين في هذه الجرائم والكف عن إهانة الشباب والتنكيل بهم وبالإفراج الفوري عن الصحفي غسان بن خليفة.
 

تعليق جديد

فريق التحرير




مقالات أخرى للكاتب

فريق التحرير