ضحايا فاجعة السبالة بعد ثلاث سنوات و8 أشهر


بيان- لئن تكررت الحوادث وتتالت وشملت كل الولايات، ولئن تنوعت الوسائل التي تمتطيها العاملات للوصول الى الحقول فإن فاجعة السبالة التي جدت فجر يوم السبت 27 افريل 2019 تبقى الأكثر بشاعة. اذ رغم الوعود التي تلتها والصدى الإعلامي والسياسي الذي رافقها فأن ضحاياها يعانون الخذلان والتجاهل.

والى جانب العدد الكبير للوفيات خلف الحادث اضرار جسدية ونفسية جسيمة لدى الناجين والناجيات منه. وقد كنا يوم الخميس 29 ديسمبر 2022 في زيارة ميدانية لدوار البلاهدية والتقينا بالأهالي وعاينا الوضع.
ان ما يمكن تأكيده بعد زيارتنا أن في دوار البلاهدية لا يكاد يخلو بيت من ضحية تعاني من الأضرار، ان لم تكن جسدية فنفسية، الى جانب حالة الهشاشة والفقر التي دفعت بعدد كبير من الناجين والناجيات، من بينهم أطفال، الى العودة الى الحقول وركوب الشاحنات بحثا عن لقمة العيش. كل هذا في ظل غياب تام لكل السلط المحلية والجهوية وصعوبة في الولوج الى الخدمات الصحية وغياب للمتابعة والرقابة.

الأمر الذي انعكس سلبا على الوضعية النفسية للضحايا ودفع بالبعض منهم الى التفكير في الانتحار.
وتعكس وضعية حورية، الشابة التي خسرت عضوا كاملة من جسدها في الحادث وهي في عمر الخامسة عشر ليتم تعويضها بعضو اصطناعي يفوق طوله الطول المطلوب دون ان يتم مراجعته أو تغييره من قبل الجهة التي منحتها إياه، المعالجة الارتجالية وغير اللائقة التي زادت من احساسها بالضيم وعمقت لديها شعور اللانتماء والعجز.
 
ان وضعية هدى وحورية وناجية وسيرين ومثلهن كثيرات تتطلب تدخلا طبيا عاجلا وإحاطة نفسية كما تقتضي تدخلا عاجلا من وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية وان يتم تكليف لجنة طبية لمعاينة الوضع الصحي للضحايا وتسهيل ولوجهم للخدمات الصحية وتوفير الدعم المادي واللوجستي لهم/هن.
الى جانب النظر في الوضعية الاجتماعية للعائلات وتمكينهم من آليات استثنائية للحماية الاجتماعية. هذا ويبقى دور والي سيدي بوزيد هام باعتباره ممثل السلطة بالجهة ومن شأن زيارته للمنطقة أن تجدد ثقة الضحايا في الدولة وأن يقوم بالاستماع الى مشاغلهم والنظر في مطالبهم والجلوس معهم على طاولة الحوار وتشريك المجتمع المدني المحلي والجهوي لإيجاد آليات تشاركية للنهوض بالوضع الاجتماعي بالقرية.
 
 

تعليق جديد

فريق التحرير




مقالات أخرى للكاتب

فريق التحرير