شهر التوعية بسرطان عنق الرحم: كيف يمكن للمجتمع المدني أن يساهم في قيادة التغيير على المستوى الإقليمي؟



 

بمناسبة شهر التوعية بسرطان عنق الرحم، نظّم الإئتلاف الإقليمي للقضاء على فيروس الورم الحليمي البشري يوم الأربعاء 18 يناير، ويبينار سلّط من خلاله الضوء على دور المجتمع المدني في القضاء على هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه.

تناول المشاركون بهذه الندوة التي أدارتها الدكتورة ابتهال فادي  (رئيسة تحالف شرق المتوسط للأمراض غير المعدية والمستشارة الإقليميّة السابقة للأمراض غير المعدية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحّة العالمية) مجموعة متنوّعة من الموضوعات أبرزها أفضل الممارسات لزيادة الإقبال على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري  والتحديات للتغلّب على العوائق الرئيسيّة  والتقدم المحرز نحو القضاء على فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم ، والاستراتيجيّة الاقليميّة للقضاء على سرطان عنق الرحم لشرق المتوسط التي أطلقها مؤخرًا المكتب الإقليمي لسرطان عنق الرحم التابع لمنظمة الصحّة العالمية. 

وسلّط الدكتور محمد عفيفي (المستشار الإقليمي لصحّة المرأة بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحّة العالمية) الضوء على الدور الحاسم للمجتمع المدني في دعم الحكومات حول القضاء على سرطان عنق الرحم ، وتحديداً حول زيادة الوعي وتناول اللقاحات في جميع أنحاء المنطقة. وأكّد "نحن بحاجة إلى تحسين وعي الجمهور بإجراءات الفحص وأهمية اللقاح ، حيث أن الكثير من الناس يجهلون اللقاح".

وتمثّل هذه الندوة أيضًا فرصة للاستفادة من الفرص التي واجهتها الأوبئة الأخيرة لتعزيز الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري ومكافحته ، لأن السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم هو العدوى المستمرة بأنواع عالية الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري. ويواجه لبنان العديد من التحديات: "الخوف من اللقاحات  وانتشار المعلومات المغلوطة وارتفاع تكلفة اللقاح. وتتعاون مؤسسة "ويش" وبعض المنظمات غير الحكومية الأخرى لتحسين وعي النساء بأهمية اللقاح بالجامعة".

وعلى مدى السنوات العشر الماضية ، تم الإعلان عن مجموعة المبادرات من أجل القضاء على سرطان عنق الرحم في المنطقة ، مثل مؤسسة للا سلمى في المغرب. في الوقت نفسه ، تعد الشراكات متعددة القطاعات ضرورية للوقاية من سرطان عنق الرحم. منذ إنشائها في عام 2005 ، سعت مؤسسة للا سلمى جنبًا إلى جنب مع العديد من شركائها لجعل مكافحة السرطان أولوية في أجندا الصحّة العامة في المغرب وفي جميع أنحاء المنطقة.

إضافة إلى ذلك، أكدت الدكتورة بثينة بن بليلة (رئيس قسم الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة ووقاية المجتمع بالإمارات العربية المتحدة) "كما هو الحال بأي دولة في المنطقة العربية ، واجهت الإمارات العربية المتحدة الكثير من التحديات في التوعية بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري. كانت أبو ظبي هي الأولى في المنطقة التي أدمجته، وذلك في عام 2008. بدأ قطاع الرعاية الصحيّة بتحديد التحديات الرئيسية والعمل على حلّها ، مثل امتناع المواطنين عن تلقي اللقاح وندرة البيانات حول عدد المتحصّلين على التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري ". وأضافت: "نحن بحاجة إلى شراكات متعددة القطاعات ، وهذا ممكن فقط من خلال ارادة سياسية قويّة ويجب أن تشمل قطاعات مختلفة: الصحيّة وغير الصحيّة والجامعات والإعلام والمجتمع المدني والاتصال الحكومي". كما أعلنت الدكتورة بثينة بن بليلة أنه سوف يتم قريبا تطعيم الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 14 عامًا بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري في الإمارات. كما  وافق 37٪ من طلاب الجامعات على تلقي التطعيم".

وتجدر الإشارة إلى أن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحّة العالمية لشرق المتوسط (WHO EMRO)  قد أعلن رسميًا يوم الاربعاء 11 يناير 2023، عن الاستراتيجية الاقليمية للقضاء على سرطان عنق الرحم لشرق المتوسط. وقد تم وضع الاستراتيجية الاقليمية للقضاء على سرطان عنق الرحم لتسريع القضاء على هذا السرطان بصفته مشكلة صحيّة عالمية. تبنّت فكرة محاربته الدول الأعضاء في منظمة الصحّة العالمية منذ عام 2020. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى القضاء عليه على الصعيد العالمي بحلول عام 2120. كما أنها تحدد الأهداف 90-70-90 التي يتعيّن تحقيقها بحلول عام 2030 حتى تتمكن جميع البلدان  من القضاء على سرطان عنق الرحم.

وفيما يتعلق بدور الإعلام ، أكّد دكتور محمد عفيفي أن وسائل الإعلام تلعب دورًا حاسمًا في دعم الوعي بأهميّة لقاح فيروس الورم الحليمي البشري وجهود الوقاية من سرطان عنق الرحم. نتحدّث اليوم عن دولة واحدة فقط لديها برنامج فحص مدمج في البرنامج الإقلمي لمنظمة الصحّة العالمية، وثلاث بلدان فقط تتوفر بها الرعاية التلطيفيّة لسرطان عنق الرحم ، وليس لدينا سوى سبع بلدان مؤهّلة لتلقّي المساعدة من Gavi في المنطقة. وشدّد الدكتور عفيفي على أنه "معاً نستطيع وضع حد لسرطان عنق الرحم".

 

 

يمكن مشاهدة الويبينار عبر  هذا الرابط

تعليق جديد

فريق التحرير




مقالات أخرى للكاتب

فريق التحرير