إثر تصريحات بية الزردي: هذا واقع التكوين الأكاديمي والموهبة وتداخل الأدوار والمتمعشين من المجال
فلنفصل الامر ولنوضح، إثر تصريحات بية الزردي. سأقول أشياء كنت أريد أن أصرح بها منذ مدة، وهإني أريد أن أصارح بكل وضوح زملائي حول واقعنا الإعلامي وواقع خريجي معهد الصحافة وعلوم الإخبار.
أساتذتنا الأجلاء وإخوتي أبناء معهد الصحافة، يجب علينا تحمل مسؤوليتنا ونصارح بعضنا دون غش ولا حسابات. لا أحد ينفي أن لدينا مشكلة كبيرة على مستوى تكويننا الأكاديمي، والشيء الذي نعيشه في الميدان وعلى أرض الواقع لا علاقة له تقريبا بما درسناه نظريا، وذلك لعدة عوامل: التعليم في تونس لا يواكب التغيرات الإجتماعية والتكنولوجية، ضعف إمكانيات التعليم العالي وسياسة الإنتدابات ومنظومة تعليم مهترئة. وثمة بعض المحاولات والاقتراحات للتطوير، ولكن لم يحصل منها شيء لان الجهاز الرسمي للدولة لا يعطي أية قيمة للإعلام، ويعتبره مجرد سرد للأحداث ونقل للانشطة مع عرض لبعض مسلسلات رمضان.
ثانيا، يجب الحديث عن مصيبة الهياكل المهنية في مجال الصحافة والإعلام والإتصال (أكره كلمة قطاع)، إذ لا النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، ولا الهايكا، ولا جمعية مديري الصحف، ولا غيرهم قدموا مشاريع إصلاح وتطوير خلال السوات الأخيرة، لأنهم غاصوا في المشاكل السياسية والحسابات والمصالح والسياسة . ويتجلى بوضوح أن العديد من أعضاء النقابة والهايكا وبعض أساتذة ومسؤولين المتنفذين في الهيكل الصحفي قد ساهموا هي هلاك المجال بسبب فشلهم في الأداء، ولأنهم أصلا ليسوا في حجم الموقع، وأخنقتهم الايديولوجيا والمصلحة والسياسة، و قتلوا أي محاولة للتطوير لأنهم يرون في الإعلام لقمة يتمعشون منها وإمتيازات. وإن أتى شخص جديد من الممكن ان يجدوا أنفسهم خارج المنظومة. لذلك هاجموهم وهاهم مسيطرون على المؤسسات و يتقاسمون الأدوار فيما بينهم... وهم معروفون، لا داعي من ذكر الأسامي.
إلى جانب ذلك،اختار الكثير منا نحن جيل ما بعد 2011 السكوت والبقاء تحت جناح هيكل أو مجموعة من أجل الحصول على الترسيم أو منصب في منظمة أو شركة إنتاج، كي يصبح تابعا لها، ولضمان مصالحه مادام المسؤولون راضين عنه بحكم الانتماء السياسي والنقابي، وتقاسم تلك الشعارات التي نعرفها ويعرفها أجيال الستينات إلى يوم يبعثون لن تتطور.وأصدقائي يتمعثون فيها فسادا، والكثير منّا يأسوا، ومنهم من اختار عملا آخر، وآخرون بقوا يشاهدون فقط، وبسبب الوضعيات الاجتماعية لا تستطيع أن. وهناك من يلعبون هنا وهناك.
إضافة إلى ذلك، فلنتحدث عن الصحفيون الذين ليسوا من خريجي معهد الصحافة، وهم نوعان:
- مجموعة نيرة تبارك الله، من قدموا إضافة إلى القطاع، وهم أقلية وأصلا نعرفهم، ولكن يحتاجون صياغة جديدة في وجودهم لأن البعض منهم أصبح يتطاول على أبناء المعهد بتعلة انهم الأفضل.
-مجموعة مرتشين وفاسدين ودخلاء، فاشلون، ومتحيلون وأغبياء( ذكورا و إناثا)، وهم من يلتصقون في الندوات والمهرجانات والانتخابات والملاعب وجميع أنواع التظاهرات (إلا في تغطية العمليات الإرهابية لا نراهم) ويقومون بتنزيل صور، يتضامنون أو يشتموا أو يباركوا، وفي كل جنازة شخص مشهور تجدهم، و رويدا رويدا يدخلون للجلسات و"اللمات" والدورات التدريبية. أعطهم شهران فقط (خاصة البنات) ثم ستجدها مديرة تحرير أو رئيسة مؤسسة أصلا. وهذا الباب بالذات هو باب التهلكة التي لا أحد تجرأ عليها، ولا حتى فكر في اغلاق هذا المنفذ القذر.
وبالنسبة لي أول خطوة للإصلاح، وأحسن فضاء للإصلاح، هو معهد الصحافة وعلوم الأخبار. ومن ليس مقتنعا بالمؤسسة لا أرى له مكانا في المجال أصلا، مهما كانت كفائته وموهبته.
وهذا غيض من فيض، وأكيد الكثير لن يعجبهم هذا الكلام، فهي حقيقة عشتها، وأترفع على ذكر بعض الأشياء. أيام قليلة وأعطيكم مقترح إصلاح على الأقل ننطلق في الاصلاح وحتى لو فشلنا .. نفشل وضميرنا مرتاح.
تعليق جديد