الدكتور صادق الحمامي: "الفايسبوك على علاقة بالأمراض الديمقراطية في تونس والسياسيون هم المستفيدون"


كان الدكتور الصادق الحمامي قد حذر من عدم إيلاء الميديا الإجتماعية الأهمية التي يستحقها ضمن السياسات العامة للبلاد وقال بصريح العبارة :" إن السياسة قد إنتصرت على السياسات." وكان ذلك في إختتامه للملتقى الدولي لمعهد الصحافة وعلوم الإخبار حول:" الميديا الإجتماعية والإتصال والسياسة والمجتمع" بحضور عدد هام من الباحثين من العالم.

ولاحظ الدكتور الحمامي منسق الملتقي العلمي :" غياب النقاش النظري والابتسمولوجي حول الميديا الإجتماعية." وذكر في المقابل أنه في :" فرنسا والسويد يوجد نقاش مجتمعي في السياسات العمومية التي يجب أن يضعها المجتمع للتصدي لمسألة الميديا الاجتماعية باعتبارها أصبحت ذات نتائج خطيرة على المجتمع و على السياسة وعلى الاقتصاد وعلى المؤسسات..."

وقال مؤلف أبرز كتاب في الميديا الإجتماعية الدكتور الحمامي:" نحن أمام امر فيه الكثير من المخاطر التي تنتج عن الميديا الاجتماعية في حد ذاتها ...مخاطر التي تاتي من جهة نتائجها على السياسة من جهة نتائجها على المجتمع." وتابع:" نحن نحن مجتمعات لا تريد أن تفكر في هذه القضايا ربما لأننا مجتمعات لا تريد أن تعرف نفسها وهده نقطة يجب ان نهتم بها."

كما أشار الدكتور الصادق الحمامي إلى أن :"هناك مسألة وساطة لغة مهمة جدا وهي تؤدي دور كبير في الاطلاع على الأدبيات العالمية ولكن أيضا مسألة البراديغمات..." وخلص الباحث بالجامعة التونسية إلى أن :" هناك سؤال يجب أن نطرحه ويمكن أن ينطلق منه أي باحث : هل هناك رصيد من البحوث العربية يسمح بان نقول أننا حققنا مكتسبات معرفية؟" ويشرح هذه المكتسبات المعرفية من خلال تساؤل آخر :"هل يمكن لنا أن نعرف السياسة في تونس أكثر من خلال تحليل نتائج الميديا الاجتماعية على الحقل السياسي مثلا..."

ويعود في هذا السياق إلى إنتخابات 2019 التي ما تزال لعزا مشيرا إلى أن :" الكثير من الأحزاب السياسية والشخصيات السياسية إستخدمت الميديا الإجتماعية لكن باستثناء تقرير "عتيد" وتقرير دائرة المحاسبات نحن لا نعرف ما حصل بالضبط وحتى "عتيد" تقر فقط بالصعوبات المنهجية." ودعا الحمامي الى ضرورة دراسة المسار المرتبط بالانتخابات في علاقة بالميديا الإجتماعية.

وفي خصوص الحتمية التقنية ومسألة الخروج منها، نبه الباحث بجامعة منوبة إلى أنّه لا يمكن النظر إلى التكنولوجيا فقط خارج السياقات الثقافية والاجتماعية فهذا لا يؤدي الى معرفة حقيقية ...". كما بين أن مسألة الميديا الاجتماعية :"غير مطروحة في النقاش العام وفي السياسات العمومية." وتساءل :" مالذي يمنع الهيئة العليا للإتصال السمعي البصري من أن تطرح بكل صراحة هذا الموضوع لان النخب السياسية تستخدم الفايسبوك...؟"

وتابع في ذات السياق :"في باب الميديا الاجتماعية السياسة انتصرت على السياسات..." ولم يتردد الدكتور الصادق الحمامي في تأكيد :" أن السياسيين لا يريديون الاهتمام بالموضوع لانهم استفادو من الميديا الاجتماعية الاجتماعية." وهذه الملاحظة التي خلص لها الدكتور تضعنا أمام تساؤل كما يقوله هو "مالذي فعله الفايسبوك بالانتقال الديمقراطي في العشرية الاخيرة؟".

وختم الدكتور الصادق الحمامي توصياته في نهاية الملتقى بأن ":في المجتمع البحثي التونسي لا توجد أطروحات أو محاولات بحثية جدية للتصدي للإشكالية واعتقد أن الفايسبوك على علاقة بعديد الأمراض الديمقراطية التونسية ومنها الاستقطاب الايديولوجي والسياسي ."

تعليق جديد

بثينة عبد العزيز غريبي




مقالات أخرى للكاتب

بثينة عبد العزيز غريبي