النقاش حول تموقع تونس الاستراتيجي يمكن أن يكون مفيدا اذا كان نقاشا عقلانيا وهادئا
النقاش حول تموقع تونس الاستراتيجي يمكن أن يكون مفيدا اذا كان نقاشا عقلانيا وهادئا، وجنح فيه الجميع للتواضع،وسلم بحق غيره في حب بلاده بالصيغة التي يراها ، وعدم المزايدة بالوطنية، لأن هذه المزايدة قد تدخلنا في نفق لا مخرج منه.
فقط، بعض الأفكار في انتظار حديث طويل من المسؤول عن عودة عدد من دولنا الى وضع ما قبل الدولة؟ العراق ليبيا، سوريا، اليمن مثالا. الامبريالية ؟ أو الصهيونية؟ أو الرجعية العربية ؟ أم غيرها من الأسباب، وغيرها من الأطراف والعقليات التي لا تزال تعيش بيننا؟ هل يمكن ممارسة سياسة بالمزايدة اللفظية ؟ام ان السياسة هي قبل شيء امتلاك وسائلها؟ ما هي نتائج خيار "الديموقراطيات الشعبية في منطقتنا"؟ من هي الأطراف: دول /أجهزة/أحزاب التي دمرت فكرة المغرب الغربي الكبير ؟.
فهنا نحتاج جرأة وتسمية الأسماء بمسمياتها ان كان المستقبل هو مقصدنا؟ من هي القوى المنافسة لتونس؟ ومن هي القوى التي يمكن أن تهددها في استقلالها حقيقة؟ وما هي السياقات الداخلية التي تساعد على نجاح التدخلات الخارجية؟ واخيرا ،وبالمناسبة، ولفت انتباه للأخوة المؤمنين بالمهدي المنتظر، ولعلهم يملكون وسائل لنصحه.
وما تنقله صفحة ساكن قرطاج من صور مقابلاته مع مسؤولين اجانب تجعل منا مسخرة في العالم. فلا أحد يصدق ان هؤلاء الضيوف كلهم بكم يقتصر دورهم على الاستماع بانتباه لمبعوث الحماية الربانية. وهذا المقام مقام المدرس لا يتناسب مع مقام التلميذ الذي يبرر:"كما كان فرصة أوضح فيها عديد المسائل المتصلة بالمسار الذي تعيشه تونس ،وفند خلالها عديد الادعاءات التي تروج لها أطراف معلومة، وطالب السلطات الأمريكية ان تستمع الى نظيرتها التونسية لمعرفة حقيقة الأوضاع".
إذا لماذا يسمح لهم بالتدخل في شؤوننا؟ وبالضبط هذه النقطة التي تطرق لها بيان ساكن قرطاج والتي لا تتناسب مع النقطة الموالية: "وكان هذا اللقاء مناسبة ،أيضا، لتناول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس ،والدور الذي يمكن أن تقوم به المجموعة الدولية للمساعدة على تجاوز الصعوبات التي تمر بها بلادنا ". يعني مجموعة دولية تساعدنا دون ان تتدخل في شؤوننا. فيجب أن نعيش في عالم آخر لنفهم هذا الكلام. وأنا أتفهم غواية الثورة اللغوية في ستينات وسبعينات القرن الماضي . للاسف، لا استطيع تفهمها بعدما تكشفت عنه من دمار في البناء المؤسساتي والنسيج المجتمعي، الذي كان داعيا للتدخل الاجنبي وليس فقط سببا له.
نعم هناك حاليا معركة في البلاد محورها؛ هل يمكن لفرد ان يبني ديموقراطية، وهل يمكن ان تتحقق الوحدة دون ديموقراطية ،وهل يمكن حماية القرار الوطني دون ديموقراطية.
وما هي العلاقة بين التصدي للدكتاتورية الوليدة و حماية للدولة وحماية قرارنا الوطني؟
ويمكن تضييع مزيد من الوقت في مناقشة البديهيات التي افضت إليها مسيرة البشرية . ويمكننا أيضا ان نجرب مجددا ما نعاين نتائجه الكارثية في محيطنا .
ولذلك فإن مهمة العقل النقدي كشف الخطاب الزائف، والسرديات الكاذبة، واستراتيجيات الالهاء التي تعتمدها الشعبويات الفاشية عادة، بخلق معارك وهمية تصرف الانظار عن الهاوية القادمة .
تعليق جديد