تونس والسياسة الاقتصادية: هل من آفاق جديدة نحو الشرق؟
تونس بلد حضارة الألفية فخورة بماضيها، أرض الترحاب، مهد حوار الحضارات والتسامح الديني. بلد يخشى مستقبله وملّ من حاضره، وكأنّ الساعة الزمنية توقفت منذ "الثورة الزائفة" سنة2011. لطالما تساءلت: لماذا ظلت تجارتنا جزءًا لا يتجزأ من الشراكات مع الدول الغربية؟ لاسيما مع فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا. ونادرًا ما اهتممنا بالشرق، في "أرض الشمس المشرقة"، كاليابان، أو دول أخرى مثل كوريا الجنوبية والصين دون أن ننسى دولا ناشئة مثل ماليزيا، ولما لا بلدان أمريكا الجنوبية مثل البرازيل.
في الواقع، يجب على الدولة ذات السيادة أن تعرف دائمًا كيف تدافع عن مصالحها من خلال تنويع تجارتها فمثل هذه الدول لديها نظام تبادل اقتصادي جذاب وإمكانية لا تصدق للتعاون، إضافة لرؤوس أموالها الضخمة الجاهزة للاستثمار وتحقيقهم لمعدل نمو مهم كل عام.
فهي بلدان ذات كثافة سكانية كبيرة من وجهة نظر العدد، كالصين مثلا على سبيل الذكر لا الحصر، وبالتالي فهي سوق مروج يمكنه استيعاب كل إنتاجنا، وبالطبع دون أن تقطع تونس مبادلاتها مع الدول التقليدية والشريكة منذ الاستقلال.
فعلى تونس، مع استمرارها في تطوير أسواق التبادل مع البلدان المجاورة، أن تحرر نفسها من قبضة فرنسا، الدولة المستعمرة سابقاً ؛ من خلال اغتنام فرص أخرى والتطلع إلى الشرق خاصة وأن دول هذه المنطقة قد أعربت، في مناسبات عديدة، عن استعدادها وتوافرها للتعاون مع تونس، وذلك من خلال تحقيق اتفاقيات مربحة للجانبين ؛ اتفاقيات سرعان ما تنهار بسبب تدخل فرنسا في أعمالنا، نذكر زيارة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران لوضع حد لمشروع مصنع تصنيع وتجميع السيارات مع كوريا الجنوبية.
بالإضافة إلى ذلك، بعد الثورة، أعربت لنا الصين في عدة مناسبات عن رغبتها الصادقة في التعاون، فلنذكر مثال مشروع جسر جربة - جرجيس، جسر قرقنة، وميناء جرجيس أيضًا، والمنطقة البحرية وخط السكة الحديدية، دون أن ننسى أن بعض هذه الدول لا تطلب من التونسيين الحصول على تأشيرة الدخول مثل اليابان.
لذلك يحتاج صناع القرار لدينا إلى تقرير المصير لاستعادة حريتنا في الاختيار والعمل. الأمر يتعلق بإجراء استفتاء، وهو متروك للشعب ليقرر اختياره.
ليس الحلم ممنوعا
دعونا نغلق أعيننا ونتنفس بعمق، برفق وهدوء عن طريق إطالة وقت الزفير، يكون الإلهام سلبيا دون جهد. يجب أن نشم رائحة الهواء النقي. تنفسنا هادئ، يغمرنا شعور بحالة من النوم، فننسى كل شيء؛ لدينا حلم جميل. رائحة الأرض والجبال والصحراء والبحر تدغدغ أنوفنا.
نعود الى مصادر البلد الأم ومواردنا.
بنزرت ومينائها الاستراتيجي مع مركز تكنولوجي لتصنيع السفن الحربية والغواصات وقوارب نقل البضائع.
باجة، الكاف وجندوبة (مطمورة روما)، مركزًا تكنولوجيًا لتصنيع الآلات والأدوات الزراعية.
تونس وأريانة ومنوبة وبن عروس، قطب تكنولوجي لتصنيع مواد المعدات المتعلقة بالنظافة ومركز تكنولوجي لتصنيع سيارات الإسعاف ومعدات الحماية المدنية كذلك مركز تقني لإنتاج أدوات الاتصال من الجيل الجديد.
زغوان قطبا تكنولوجيا لصناعة معدات وآلات المحاجر والمباني.
نابل ومنتجعاتها الساحلية، قطب تكنولوجي لتصنيع معدات العلاج بمياه البحر ومنتجعات العلاج بالمياه المعدنية، المنستير بالنسبة لصناعة أدوات النسيج ومركز أزياء.
سوسة قطبا تكنولوجيا لتصنيع قاطرات النقل البري وقوارب النزهة.
المهدية قطبا تكنولوجيا لتصنيع معدات وتجهيزات الصيد.
القيروان قطبا تكنولوجيا لتصنيع معدات المستشفيات وصفاقس في صناعة عربات السكك الحديدية.
سيدي بوزيد قطبا تكنولوجيا في الصناعات الغذائية وسليانة قطبا تكنولوجيا في استغلال الأعشاب الطبية وتعزيز زيت الزيتون.
الڨصرين قطبا تكنولوجيا للأغذية الزراعية وتطوير المنتجات الزراعية وصناعة الورق.
كذلك الأمر بالنسبة لولايات الجنوب التونسي، كولاية ڨفصة قطبا تكنولوجيا لتصنيع معدات التعدين والطيران العسكري. وقابس قطبا تكنولوجيا لتصنيع مواد التجهيز الفندقي وايضا لتصميم المعدات لمختلف الرياضات.
توزروقبلي قطبا تكنولوجيا لعربات السكك الحديدية التي تم تكييفها مع الصحراء ولتطوير الرمال الغنية بالكوارتز.
مدنين قطبا تكنولوجيا لتصنيع الطائرات المدنية والعسكرية وتطاوين مركز تكنولوجي لتصنيع الألواح الشمسية وعربات السكك الحديدية ذات العجلتين وتكنولوجيا الفضاء.
إذا.. بعد كل هذا، استيقظوا... تتنفسوا بعمق ... تنهدوا ثم افتحوا أعينكم.
نعود إلى حالة اليقظة، من لم يحلم بعد قراءة هذا المقال؟
1 تعليق
Merci pour l'édition, espérant que ce rêve devient une réalité
تعليق جديد