عن نزيف الإعلام في تونس وتهمة انتحال الصفة

ديسمبر 2021

يتجه الإعلام التونسي فعلا للكارثة بسبب منتحلي صفة ومجرمين بدرجة منشطين ومنشطات (هم أقرب إلى المنشطات بمعناها المخدر طبعا) ولا يمكن اعتبارهم مذيعين، إذ لا علاقة لهم إلا بالسخافة لا بالصحافة طبعا.

هجرة جماعية بل هجمة شرسة من التمثيل والغناء بعد الفشل فيهما طبعا ( كل أصبح منشطا تلفزيا أو إذاعيا) والقادرون عاطلون أو معطلون أو بجلدهم هاربون. لتمتلئ الساحة بهذا الرهط من الناس في زمن القبح المعمم والجهل الموزع بعدل على الشاشات. فتراهم يتقاطرون على المنابر والبلاتوهات دون أي خلفية فكرية أو لغوية أو إتقان لأبسط أدوات التواصل والذكاء والحد الأدنى من الجاذبية والقبول.

فعلا لقد صار الأمر مقززا وفي غاية القبح ولابد من إطلاق صيحة فزع وقرع كل الأجراس وإشعال كل الأضواء الحمراء !

غريب أمر هذه المهنة (مهنة الصحافة) وكأنّها الحمار القصير والكل يركب ويحرك ساقيه متباهيا بجهله وباللاشيء، وكأنها مهنة سائبة لا بواكي لها ولا تتطلب أي مؤهلات ! بسبب هؤلاء وكوارث أخرى ( كالكرانكةles chroniqueurs بالمراكنة مثلا ) سيأخذنا الإعلام وهذا النزيف جميعا إلى ما وراء معمل الحلقوم!

مقالات أخرى للكاتب

مذيع الشرق للأخبار. تولى مكي هلال إدارة جلسات حوارية في العديد من الفعاليات الدولية الكبرى كما غطى خلال مسيرته المهنية الطويلة الكثير من الأحداث الإقليمية والدولية الكبرى، في مقدمتها الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008 وحرب غزة في العام نفسه وزيارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى الرياض والقاهرة عام 2009 والانتخابات الأفغانية عام 2009 والانتفاضات الشعبية في تونس وليبيا عام 2011 ثم الانتخابات الرئاسية والتشريعية التونسية عام 2019. قدم مكي هلال دورات تدريبية عديدة في مجالات الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب وتحرير الأخبار وتغطية الانتخابات والقوانين الناظمة للعمل الإعلامي، ويحمل إجازة في اللغة والآداب العربية وماستر في الصحافة والإعلام وشهادات أخرى في العلوم السياسية والعلاقات الدولية. وهو كاتب للمقال الصحفي وشاعر صدر له في تونس ديوان مرايا الغياب 2013 'شعرزاد' 2017 وله رواية قيد الطبع.