النجاح الحقيقي للاضراب هو في إيجاد الحلول للبلاد


 
كان يوم الخميس 16 جوان 2022 اضرابا في القطاع العام. فقد عبر الاتحاد العام التونسي للشغل منذ شهر مارس عن جملة من المطالب أهمها إلغاء منشور عدد 20 وتمسكت قيادات الاتحاد بالتفاوض و الحوار أمام صمت حكومي وعدم التجاوب بإستثناء جلسة تفاوض تمت في الساعات الأخيرة و باءت بالفشل نظرا لتعنت الطرف الحكومي.
 
كان قرار الإضراب نتيجة تراكمات احتقان شعبي، حيث احترم الاتحاد العام التونسي للشغل كل الإجراءات وكان في كل مرة يواجه صمت الحكومة  وتجاهلها التام من الحكومة. فمن أسباب الاضراب العام، إستجاية الحكومة لقرارات صندوق النقد الدولي الغير عادلة في حق الفئات الشعبية وخصوصا قرار رفع الدعم والتفويت في المؤسسات العمومية، علاوة على تمليك الأجانب الأراضي الفلاحية.وقد شمل الإضراب حوالي 160 مؤسسة ومنشأة عمومية مما يؤكد غياب تام للنقل.
 
ولكن، كان يوم الإضراب مختلفا حسب الجهة ؛ فمثلا في ولاية قفصة تواصل العمل بصفة عادية في بعض المنشأت منها الوكالة الفنية للنقل البري والصندوق الوطني التأمين على المرض CNAM، كذلك الأمر بالمركز الجهوي لإصلاح إمتحانات البكالوريا في قفصة، اما في جربة، فقد تواصلت حركة البطاحات، حسب ما اكده كاهية مدير الادارة الفرعية للبطاحات فرحات العريض. وبالنسبة للقيروان، قرر أعوان وإطارات الصناديق الإجتماعية مقاطعة الإضراب ومواصلة العمل بشكل عادي نظرا لأن المنظمة خذلتهم أثناء دخولهم في اضراب مما انجر عنه اقتطاع من أجورهم في ذلك الوقت. أما في نابل، فقد سجل الاضراب نسبة نجاح نسبة نجاح الإضراب بلغت 85 ٪. في المقابل، شهد الاضراب في العاصمة وبعض الجهات نجاحا الى حد كبير.
 
صمت الحكومة واستنكارها
 
وقد اختارت الحكومة التونسية مواصلة الصمت وارفقت هذا التجاهل بصورة على صفحتها الرسمية لاجتماع مجلس الوزراء أشرفت عليه رئيسة الحكومة في القصبة. هذه الصورة اعتبرها البعض استفزازا، اذ كان من الأولى انه يقع الحوار والنقاش والتفاوض لان الاتحاد العام التونسي للشغل هو شريك اساسي، كان من الأجدر عقد اجتماع عاجل مع قيادات الاتحاد ومحاولة إيجاد حلول. وقد أفاد الأمين العام نور الدين الطبوبي أن نسبة نجاح الإضراب العام في القطاع العام بلغت 96.22 % ، مؤكدا في كلمة أمام النقابيين، أن الاتحاد لا يطلب الزيادة في الأجور بل تعديل المقدرة الشرائية للعمال، في ظل الأرقام الكبيرة للتضخم.
صورة للمنشور عبر صفحة رئاسة الحكومة
 
ويمكننا القول ان الاضراب العام يوم 16 جوان أكد وجود معركة نقابية وخلاف في المواقف بين أطرافه، فبعض القطاعات اختارت مقاطعة هذا الإضراب لأنها تعتبر ان المركزية النقابية خذلتهم في العديد من المعارك، فقد خذلهم الاتحاد ولم يساندهم في اضرابات سابقة و اعتبر أنذاك أن ان اضرابهم عشوائي و غير قانوني.
 
لا ننفي أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل هو الممثل الشرعي لصوت العامل ويدافع على مصلحته التي هي جزء لا يتجزء من مصلحة الدولة. ويبقى من تأكيد نجاحه أو فشله أمرا نسيبيا. فالهدف الأساسي من اي تحرك هو إيجاد حلول. لكن هذا الإضراب اكد فشل الحكومة وعجزها عن التفاوض.
 
يبقى النجاح الحقيقي للاضراب هو في إيجاد الحلول للبلاد...
 

تعليق جديد

أميمة الطرابلسي




أميمة الطرابلسي