منصة سامي الفهري تتجاوز 5 مليون مشترك وتقضي على النجاح المزعوم لمنصة الاستشارة الالكترونية
شاهدنا خلال شهر رمضان الكريم عينة من عالم "الديجيتال" و "المركيتينق" لاستهداف عدد كبير من المتابعين والمستهلكين للانترنات والتكنولوجيات الحديثة بتسويق ملزم لا ارادي، "مدفوع الأجر"، مقابل الاستغناء على التلفزة التقليدية التي أصبحت معرضا للمبيعات في قلب المساحات التجارية مع فلكلور الاعادة الدرامتيكية للمنتجات السابقة دون المرور بتقديم منتوج اعلامي ثقافي توعوي يشبع معدة الصائم و يليق بثقافة المشاهد الرمضاني وتاريخه وشغفه للاعمال المحلية . في السياق ذاته، فازت منصة الفهري التي صنعت ضوضاء وسط هدوء و سكينة الاعمال الرمضانية، بتحدي لم يكن منتظرا بوصولها إلى 5 مليون مشترك في ظرف 15 يوما من إنطلاق الدعاية لها.
وبالمقارنة مع تداعيات تطور المنصات، علينا أن نعي أن الادارة العمومية التونسية لم تتبع بعد الثورة التكنولوجية واتحدث هنا خصوصا عن منصة الاستشارة الوطنية المدعمة والمحصنة من رئاستي الجمهورية والحكومة والتي وضعت لها ثلاث وزارات امكانياتها اللوجستية و المادية والتكنولوجية وغيرها، لكنها لم تنجح حتى في استهداف واستقطاب نصف مليون مواطن للمشاركة "المجانية" في استشارة قال منتجها أنها ستغير أساليب الحكم في البلاد وسترتقي بمستوى المعيشة والعدل بين الناس .
لهذا علينا البحث والتامل ودراسة سلوك المستهلك التونسي الذي لم يمضغ الاستشارة المجانية على منصة عمومية، ولكنه اشترى في المقابل اشترى بحفنة من الدنانير(8 دينارات في الشهر) دراما لا تستقيم مع واقعنا. لندرك فشل المنظومة العمومية المشرفة والمقترحة لمنصة الاستشارة الوطنية ونجزم أيضا أن الفوارق بين القطاع الخاص والعام باتت تعد بالسنوات الضوئية.
تعليق جديد