ظاهرة الإنقطاع المبكر عن الدراسة في ولاية القصرين
وصل عدد المنقطعين عن الدراسة حول العالم حسب تقرير لمنظمة اليونسكو لسنة 2018، إلى حوالي 258 مليونًا من الأطفال والشباب، غادر 59 مليونًا منهم مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية.
في تونس تخبرنا أرقام وزارة التربية أن نحو 93 ألف تلميذ انقطعوا عن الدراسة في مراحل التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي خلال السنة الدراسية 1984/1985 بعد 33 عاما تجاوز المنقطعون عن الدراسة عتبة الـ100 ألف في السنة الدراسية.
وإذا ما تابعنا تطور الانقطاع عن الدراسة بين 2012 و 2018، نلاحظ أن نسبة المنقطعين تكون دائما أقل خلال المرحلة الابتدائية هي مقابل المرحلة الثانوية التي تشهده دائما النسبة الأعلى على مستوى المنقطعين.
تتعدد أسباب الانقطاع المبكر عن الدراسة في تونس، ويأتي الفقر والإقصاء الاجتماعي في مقدمتها. حسب دراسة أعدها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية حول الانقطاع المدرسي بعنوان "الانقطاع المدرسي الإرادي "الظاهرة والأسباب، فان الأطفال المنقطعين في السنة الدراسية 2012/2013 ينتمون إلى الشرائح الاجتماعية الأكثر فقرا. كما أن للأولياء دور هام في سبب انقطاع أبنائهم عن الدراسة حسب دراسة صدرت عن جامعة تونس في 2013 حيث أكدت هذه الدراسة أن المستوى التعليمي للوالدين من أهم العوامل المباشرة والمساهمة في انقطاع الأطفال. كما أشارت هذه الدراسة إلى أن الآباء الذين لم يتجاوز مستواهم الدراسي المرحلة الابتدائية تصل نسبة انقطاع أطفالهم إلى 42 بالمائة فيما تتراجع نسبة الانقطاع الى 10 بالمائة حينما يكون المستوى الدراسي جامعي.
وقد وضعت الدولة التونسية مسارات وحلول لمن انقطع عن الدراسة على غرار بعث مشروع ”مدرسة الفرصة الثانية”. وأكد المتفقد العام للمدارس الإبتدائية بولاية القصرين، بودالي العسالي،أن هذه المبادرة لم تأخذ مسألة الانقطاع المدرسي كمسألة إستراتيجية واضحة المعالم، مبرزا أن ذلك غير ممكن لأن 97 بالمائة من ميزانيتها مخصصة لخلاص أجور الموظفين مقابل 3 بالمائة مخصصة للمشاريع والمسائل الأخرى لذلك فهي تحتاج إلى ممولين لإحداث مشاريع قادرة على الحد من ظاهرة التسرب المدرسي التي اعتبرها شأنا وطنيا واجتماعيا وكونيا وذلك في 24 سبتمبر 2022 في تصريح لـ(وات)، على هامش يوم دراسي حول “حق الطفل في التعلم وتدابير الحد من التسرب المدرسي”، من تنظيم الإتحاد الجهوي للشغل بالشراكة مع اتحاد العمال المهاجرين التونسيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع القصرين وتنسيقية حقوق الطفل بالجهة.
و لاتزال رغم ذلك الأرقام متباينة عبر السنوات بمختلف ولايات الجمهورية على غرار ولاية القصرين حيث بلغ عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة بالقصرين خلال السنوات الدراسية الثلاث الأخيرة قرابة 1568 منقطعا/ة بالمرحلة الأولى للتعليم الأساسي و 2246 منقطعا/ة بالمرحلة الاعدادية و 1002 منقطعا/ة بالمرحلة الابتدائية حسب مندوبية التربية بالقصرين وتشهد انخفاضا إذا قمنا بمقارنة نسبة الانقطاع الجملية بين السنة الدراسية 2022/2023 و 2020/2021.
وحسب الأرقام التي تحصلنا عليها يوم 17 أوت 2023 من مندوبية التربية، فإن نسبة الانقطاع المبكر عن الدراسة في القصرين مرتفعة في المرحلة الإعدادية و خاصة في صف الذكور.
كما لاحظنا من خلال نفس المعطيات أن ظاهرة الانقطاع في نسق تصاعدي حيث مرت من 1048 منقطعا/ة في الموسم الدراسي لسنة 2020/2021 إلى 1291 في الموسم الدراسي 2021/2022 و الى 1464 في الموسم الدراسي لسنة 2022/2023 .
وتؤكد هذه الأرقام التي قدمتها لنا مندوبية التربية بالقصرين أن الانقطاع المبكر عن الدراسة في القصرين في المراحل الثلاث يشهد تباينا نظرا لاختلاف أسباب هذه الظاهرة و التي تطرق لها المعتمد الأول لولاية القصرين أحمد الحامدي من خلال هذا التصريح كما أكد على سعيهم لمجابهة ظاهرة الانقطاع .
تعليق جديد