الصادق شعبان 
جرت احداث متفرقة في الاونة الاخيرة تدعونا الى الاسراع باصلاح التعليم، تدهور اللغات، تدهور الكفايات، ترتيب في ذيل القائمات الدولية، واضرابات عشوائية.
فقد كانت هناك اصلاحات متفرقة متبعثرة، واصلاح الاصلاحات، وضاع التلميذ والمعلم والولي، وضاع المشغل، ونعرف ان اصلاح التعليم يهم اجيالا ويكون على المدى الطويل والخطر فيه التذبذب وغياب الرؤية. واليوم كل العالم ينساق في معايير تتوحد، وعلينا ان نتبعه و نسير معه، ولا نعتقد اننا سوف نخلق العجلة من جديد. فإصلاح التعليم هو اهم الإصلاحات، لان المدرسة هي مصنع المجتمع ومستقبل الاقتصاد، ومحدد مصير الامة، والتعليم هو حقا القطاع الاستراتيجي بالمعنى الأمني للكلمة.
فالتعليم هو وحدة البلاد، وهو وطنية التونسيين، هو الكرامة الوطنية، وتنافسية الاقتصاد، والاداة لاكتشاف المواهب، والتعليم هو الامل في نفوس الاطفال، وهو المصعد الاجتماعي، و هو الطبقة الوسطى. التعليم هو الاستقرار، هو الحرية المسؤولة، و الديمقراطية الحقيقية. فبالتعليم فقط نحقق حلم الاجداد في بناء أمة تونسية تنافس الأمم الكبرى. فرجال الإصلاح منذ قرن و نصف راهنوا على التعليم، ودولة الاستقلال منذ ستين سنة راهنت على التعليم وخصصت نصف الميزانية لتربية الأطفال وضمان صحتهم. واليوم لا مستقبل لتونس دون تعليم جيد.
لذا يجب أن يكون التعليم في مقدمة الإصلاحات، الان كلنا نعرف أن التعليم في انحدار والمدرسة العمومية تتأخر، والمدرسة الخاصة ليست في متناول الأطفال وفي تعدد المدارس الأجنبية خطر يجب ان يطوق. فالمستويات متدنية بصورة مخيفة، وليس هناك حاجة الى دواء او مسكن وإنما هناك حاجة الى جراحة قد تكون مؤلمة.
لذا يجب أن يكون التعليم في مقدمة الإصلاحات، الان كلنا نعرف أن التعليم في انحدار والمدرسة العمومية تتأخر، والمدرسة الخاصة ليست في متناول الأطفال وفي تعدد المدارس الأجنبية خطر يجب ان يطوق. فالمستويات متدنية بصورة مخيفة، وليس هناك حاجة الى دواء او مسكن وإنما هناك حاجة الى جراحة قد تكون مؤلمة.
وما يجب الانتباه إليه هو ان التعليم قطاع يحتاج الى مواكبة دائمة لا اى إصلاحات ظرفية. كما يجب الانتباه الى ان التعليم من اهتمام كبار دول العالم، وفيه توجهات كبرى مستقرة نحتاج إلى معرفتها وإلى تبنيها. اصلاح التعليم سهل من حيث ما يجب فعله، فالعالم كله متفق على هذا، وصعب من حيث كيف يجب التنفيذ، وإيجاد المال وتدريب المعلمين والتصدي للعقليات الرافضة. والتعليم هو اكثر القطاعات في حاجة الى المقارنات والتموقعات والمواكبات والى تجديد المضامين وتدريب المعلمين والترابط مع حاجات السوق في عالم مفتوح شديد التنافس والتغيرات.
فالمجلس الاعلى الذي ورد في الدستور هو مجلس هام، ولكن يحب الا يكون على شاكلة المجالس السابقة، وعليه ان تكون له إدارة قارة تواكب المستجدات في الداخل و الخارج و تجمع المعطيات، وعليه ان يستعين بكفاأت تستشرف وتقارن.
كما يجب ان يتمتع بصلاحيات واسعة لوضع الثوابت وتحقيق الحد الادنى من الاستقرار رغم تغير الوزراء وتعدد الهياكل. فالدينار الذي ينفق في التعليم هو استثمار لا مثيل له على كل المستويات الاقتصادية و السياسية و الثقافية وكلفة التعليم لا تساوي شيئا امام كلفة الجهل وها نحن نلمس كلفة الجهل اليوم.
ولذا، إصلاح التعليم لا ينتظر، وكل الإمكانيات يجب أن توضع الان، والكلمة الاخيرة للكفاأت، دون تغول الاحزاب أو النقابات.
الاصلاح عاجل جدا ... فكل سنة تأخير لها كلفة باهضة.
الاصلاح عاجل جدا ... فكل سنة تأخير لها كلفة باهضة.