لماذا توترت علاقة المغرب وتونس بعد ما حصل في تيكاد 8؟


الكثير يريد أن يوهمنا بكون المغرب محتجة على تواجد زعيم الجبهة الإنفصالية في قمة "تيكاد 8" وهذا خاطئ تماما.

فالمغرب تعرف أن تونس كبلد مُنظِم ليس من مصلحتها، خصوصا لضمان نجاح القمة، رفض إستدعاء ومشاركة أي عضو معترف به رسميا من طرف الهيئة التي ترجع لها القمة بالنظر.

لهذا المغرب شاركت في الدورات السابقة بوجود ممثل عن جبهة البروليساريو، و أبعد من هذا في قمة مجتمع المعلومات جبهة البروليساريو كانت ممثلة والمغرب شاركت فيها.
فالفرق أنه في قمة المعلومات، وفد البروليساريو عند وصوله لم يحضى بإستقبال رسمي، وهذا كان نفس التصرف مع الوفد الإسرائيلي، وهذا يسجل موقف تونس من الاثنين، وكونها كبلد محتضن للقمة ليس من حقه رفض وجود عضو معترف به من طرف الأمم المتحدة لانه ليس "طهور محمد زين العابدين بن علي" آنذاك، و في نفس الوقت ليس مجبرا على إستقبال الوفد بشكل رسمي.
يعني تعاملت معهم كصاحب قاعة أفراح مع أي شخص أتى للعرس.

والإستقبال الرسمي كان القطرة التي أفاضت الكأس، لأنه قبلها بأشهر وتونس عضو بمجلس الأمن الدولي إمتنعت عن التصويت لصالح المغرب في قضية الصحراء، وهذا يعتبر سابقة في علاقة تونس بقضية الصحراء، والتي من أول ما تم إفتعالها بدفع جزائري تونس كانت تعتبر كونها قضية مصطنعة و حاولت التوصل لإتفاق بين المغرب و الجزائر بخصوصها. و لكن في آخر مرة، تونس إمتنعت عن التصويت لصالح وحدة تراب بلد يُعتبر حليفا في أكثر من هيكل دولي، بما في ذلك هياكل خُلِقَت بدفع تونسي (إتحاد المغرب العربي).

وإكتشفتُ أيضا العديد يعشقون الشرعية الدولية، ووجود هيكل البروليساريو كهيكل معترف به من الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي. وأريد أن أذكرهم كون دولة إسرائيل دولة "خلقتها" الأمم المتحدة أصلا (ليس فقط معترفة بها) ودولة فلسطين دولة غير معترف بها من الأمم المتحدة، وفقط تم الإعتراف بجبهة التحرير كممثل شرعي يتبنى قضية الشعب الفلسطيني.

يعني من منطلق الشرعية الدولية، نغلق تلك السفارة في المركز العمراني الشمالي، والتي انقطع الرخام في تونس بسببها ولنصنف حركة "ذلك الشخص" كتنظيم إرهابي، والعلم الأزرق والأبيض يحلق فوق مبنى "السفارة في العمارة" خاصة وأن عديد الدول الشقيقة معترفون بهم، مثل مصر، السودان، السعودية، قطر، والإمارات، الأردن، عمان، البحرين والمغرب، والدول الصديقة المعترفة بهم والتي لنا معها مصالح إقتصادية كبرى لا تحصى ولا تعد.

وإن أردتم إعتبار هذا ردا للمغرب على التطبيع، هانحن في إنتظار إستقبال الزعيم الحوثي، ورئيس أثيوبيا، وزيارة للجزر الإماراتية التي إحتلتهم إيران، وجولة في جنوب السودان.