تحتضن بلادنا اليوم السبت وغدا الأحد ندوة طوكيو الدولية لتنمية افريقيا TICAD 8 في دورتها الثامنة بعد سبع دورات سابقة انتظمت منها ست في اليابان وواحدة فقط في افريقيا.
فالشعب التونسي وسط مشاغله اليومية بتحصيل قوت يومه، لم يتفطّن الى أن البلاد تعيش حدثا مهما، سوى بعدما لاحظ علامات الزينة والنظافة على العاصمة، وحينما تمّ الاعلام على تغيير مسالك عدد من الحافلات واغلاق العديد من الطرق. وعموم التونسيين لا يفهمون الأهداف الحقيقية من هاته القمّة، ولايفهمون أنها موجهة لإفريقيا أوّلا، ولتونس ثانيا، وأن المشاريع المقترحة انما هي نوايا استثمار قد تأتي أو لا تأتي، واذا لم تأت فالخطأ منّا لأن اليابانيين جدّيون، ولا يتراجعون عن قرار بالاستثمار اذا ما قرروا ذلك.
وجزء كبير من الشعب التونسي ينتظر من القمة، أن تحلّ مشاكل التزوّد بالسكر، والقهوة، وينتظر من القمّة أن تخفّض الأسعار وترفّع من الرواتب، أن تحصل تغييرات جذرية على المستوى المعيشي والاقتصادي، وحتى يستطيع المواطن التونسي ان يحصل على العيش الكريم على جميع المستويات. فتونس تمر بمرحلة صعبة، اجتماعيا، اقتصاديا وسياسيا، والجميع يأمل بأن تكون هذه الندوة، الامل الاخير في إعادة الانفاس للبلاد خصوصا بعد العشرية السوداء التي مررنا بها.
والحقيقة أن TICAD 8 هي ندوة تقنية بالأساس، وهي فرصة للتلاقي الياباني الافريقي والاستثمار فيها، وليست ندوة للتمويل أو الاقراض. هي ندوة مهمة لتونس، ولكنها لن تحلّ مشاكل الشعب التونسي اليومية، ولايجب أن ننوّم الشعب التونسي بها.