لي خمس سنوات في مدينة الثقافة، فأنا موظف في الادارة، يعني تقريبا كلنا نعرف بعضنا البعض، موظفون وأعوان أمن وحراسة ،و اليوم بعد خمس سنوات من تأسيس هذا المعلم وفتح أبوابه، يخطر على بالهم انهم لا يعرفوننا، وأن يتعاملوا معنا كغرباء، ونكرات، ليفرضو علينا الدخول لمدينة الثقافة إلا عندما نستظهر بشارة "badge" تثبت هوياتنا، وهو ما لم يطلبه منا أعوان الأمن عندما سألناهم عند خروجنا من العمل، قائلين من لا يعمل يوم السبت والاحد لا يحتاج له.
ويوم الخميس 25 أوت 2022، ونحن بصدد الدخول للعمل كالعادة في الصباح، أوقفنا أعوان الأمن ومنعونا من مباشرة العمل. أكثر من 15 موظف خارج مدينة الثقافة أمام الحاجز على شارع محمد الخامس في الشمس، ومنعونا حتى أن نقف في الظلّ، ناهيك عن الاهانات، العنف اللفظي والجسدي، السب والشتم الذي تعرضنا له عندما عبرنا عن امتعاضنا عن مثل هذا التعامل وبهذا الشكل تجاهنا.
فترة طويلة ونحن ننتظر في تلك الوضعية، أخرجت بطاقة التعريف واستظهرت بها لأقرب عون أمن، وأخبرته أننا موظفون هنا وتعرفنا،قوموا بخدمتكم، ولكن لا تعاملونا بهذا الشكل المذلّ. فما كان منه الا ان قال لي: " هانيـ باش ـنحلّبـ عليكـ ونجي ـنكسّرلك ـوجهك"، وكلام بذيء وإهانات لا أستطيع نقلها، وتم تصوير ذلك صوتا وصورة. وتهجم علي، وعلى عدد من الزملاء أمام الحاضرين، ليتم اقتيادي رفقة زميل لي وحجزنا في مركز مدينة الثقافة. وثمّ يتم بعد ذلك حملنا لمركز نهج كولونيا وحجزنا هناك، رغم امتعاض وإستياء عدد من أعوان الأمن من زملاء ذلك العون الذي استهدفني وزميلي، وعن كيفية تعامله معنا وبتلك الطريقة .
بقينا هناك لساعات طويلة، قبل أن يتم إخلاء سبيلنا في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال، بعد إعلامنا بأننا مدعوون لجلسة محاكمة لنا يوم الخميس القادم 1سبتمبر 2022 بالمحكمة الابتدائية بتونس، بتهمة هضم جانب موظف من القيام بعمله بالقول والفعل !
وأطمئن العائلة وكل الزملاء والأصدقاء الذين اتصلوا للسّؤال عن صحّتي، أنا الآن في رخصة أيام راحة بسبب الاعتداء بتوصيات من الاطباء المباشرين، في انتظار باقي الفحوصات الطبيبة لاستكمال الشهادة وتقرير الاختبار النهائي .
كل الحب لكم، نلتقي...