عندما تقول "لا" فذلك معناه أنه يجب عليك قبول النتائج من بعد، والدستور؛ وما يتضمنه من نظام خطير جدا ينسف مدنية الدولة ولا يضع ضمانات حقيقية لاحترام الحقوق والحريّات، ويطلق يدي الرئيس ويضعه فوق المساءلة.
يعني أخي العزيز، وأختي العزيزة، عندما تصوت بلا، من الضروري أن ترضى بالنتيجة وبالدستور الجديد، فأنت لا تستطيع أن تشارك ومن بعد ترفض النتيجة.
فلقد رضيت بمسار وبقواعد اللعبة كما وضعهم "سِيدنَا" الحاكم بأمره بمفرده... إذا، أنت مُجبر بأن تسكت وترضى بنتائج الاستفتاء.
وحتى إن طلبت الطعن في القضاء، فإنتظارك لنتائج الطعن لن يتم، إلى أن ينهي "سِيدنَا" تركيز نظامه الجديد، واستحواذه على القضاء الذي هو حاليا يقوم بترهيبه وترويعه.
فالنتائج معلومة مسبقا، لان هذا "الانقلابي" لم يقم بكل ذلك حت في النهاية ينجز استفتاء سيكون نزيها، فهو وفر كل الشروط اللازمة لتزوير إرادتك، وتحقيق نتائج تضمن له مرور الدستور. دستور سيؤسس عليه حكمه الجديد.
بمعنى آخر، عندما تصوت بـ"نعم" أو "لا"، وهذا بدليل الفصل 139 من دستوره، والذي يقول أنّ الدستور يدخل حيز النفاذ بعد اعلان نتائج الاستفتاء، والنتيجة معلومة، ومشاركتك بإختيار "لا" ستجعل مشروعيته تكبر أكثر من خلال رفع نسبة المشاركين.
أما عندما نقاطع، سيكون ذلك ضربا لمشروعيته، وعدم إعتراف بمساره بأكمله، فتحاصره وتعزله، ومن بعد 25 جويلية تواصل معركة عدم الاعتراف بمشروعية دستوره وحكمه.