تابعت الحملة التفسيرية وتبيّن لي أنّ الجماعة لم يفهموا شيئا، هاجس وحيد يحرّك الأغلبية "نحن سدّ منيع حتى لا يعود حكم الغنوشي.. حكم الخراب".. أمّا ما احتواه نصّ المشروع فتلك قضية ثانوية.
اليوم سأتدخّل بصراحة، ثمّ بعد ذلك لن أنطق بحرف، أوّلا الغنوشي، "بح، ذهب وإلى زوال"، هو فقط جسد يتنفس إلى أن ياتي حكم الله.
ثانيا، المزالق التشريعية في هذا النصّ ستخنقكم في يوم آخر، مستقبلا، وسكوت السيد الرئيس إلى اليوم واختياره عدم توضيح الإشكالات التي تحدثنا عنها دليل واضح وصارخ على أنّها ليست ظنية بل هي حقيقة ... وذاك هو برنامجه.
فاليوم المواقف متشتتة "وكل طير يتلغى بلغاتو"، ومن يمتلك حلولا شخصية فهو في استعداد لينجو وينقذ أبنائه، وأنا أبكي على الأعزل والعادي، ستأتي على رأسه "حجارة من سجيل".
والتصويت بنعم أو المقاطعة هم نفس الشيء ويُكسب المشروع شرعية، فكفانا من التبريرات القائمة على الظنّ، من نوع ربما سيزور النتائج، ليس عندكم خيار ثانٍ، يجب الإسهام في إسقاط هذا المشروع الظلامي، المشروع الذي لم يجد حتى من صاغه ليدافع عنه، ويُطمئن الناس.
وعندئذ سوف يجبر على إعطائنا "قيمة وقدر"، ويحسبنا مواطنين لا رعايا، ونتشارك معا في صياغة دستور يحمينا ويحمي أولادنا، فأنتم ستحاسبون على اختياركم إمّا أن يذكركم أبنائكم بالرحمة أو لا، فيكفي الديون العالقة في رقابهم وكبلهم بها الغنوشي.