مرّة أخرى أحذركم من الفصل5: الاستناد إلى الشاطبي ضمنيا في مقاصد الشريعة مع إضافة الحريّة، وهي التي ابتدعها الطاهر بن عاشور في معنى نقيض للعبودية لا غير. ثمّ ما المقصود بالعرض؟ وحمايته؟ وكيف؟ تبقى الإشارة إلى أنّ الدولة وحدها التي تترجم هذه القاصد من هي الدولة؟ أليست تركيبتها قائمة على اشخاص بانتماءاتهم وما إيديولوجياتهم؟ وما هو الضامن إذا تولّى الحكم بعد سعيد، خاصّة أنّه يتمتع بجميع الصلاحيات والبقية يقنع بدور المساعد لا غير، قلت ماهو الضامن في أن لا تدخل تونس خيمة الطاعة المطلقة.
أنطلق هنا بملاحظة سريعة فيما يخصّ الفصول التي تشير إلى هويتنا، إذ يبدو أنّنا مشتتون بين هويات كثيرة إسلامية .. عربية.. إفريقية، وهذا دليل على أنّ الحديث في الهوية في عصرنا الحاضر باب لا طائل من ورائه.
فيبدو أنّني قرأت أفكار الرئيس وأنا أكتب مقالي الأخير الصادر بجريدة المغرب، واعتبره صالحا للتعليق المستفيض في هذا النصّ من الدستور. واليوم فقط فهمت أسباب هذا الصمت.. : وضعنا أمام الأمر المقضي ... وأنتظر ردود الأفعال العامّة.
أضيف ملاحظة أخرى وليست بالأخيرة؛ ماذا اضاف هذا النصّ على نصّ 2014 فيما يخصّ المرأة؟ لا شيء لقد اكتفى بنسخ الفصول المتعلّقة بالمرأة، وحتى في الحديث عن المساواة فهو يندرج في سياق الحديث عن المساواة بين المواطنين والمواطنات، وكأنّنا بلسان حال السيد سعيد يقول لنا نحن النساء: "كفاكنّ استقواء على الغنوشي ولتقنعن بما وفقتنّ في افتكاكه".
كنت قرّرت أن لا أسهم في حمّى المصطلحات التي نواجهها، ولكن رسائل الكثيرين تدفعني إلى القول: المومياء ومقاصد الشريعة/ مقاصد الإسلام نفس الشيء، ولكن هناك اختلافا جزئيا: فمقاصد الإسلام هي عبارة عن مومياء ألبسوها لباس سباحة (Bikini).
ولكم التعليق في أيّة صورة أُخرِجت "نهاركم زين" ، لقد تعبت من النزوات الفكرية المبتدعة، فما يقلقني هو الحرص المرضي على الظهور في لباس التقوى وتلك هي الديانة الشعبية.