خلال أزمة كورونا وصلتني رسالة على الميسنجر من الدكتور أحمد لشهب. وهو تونسي يعيش في أمريكا حيث يعمل كمصمم خبرات تعليمية و مكون بيداغوجي لأساتذة التعليم العالي في جامعة ميشيغان (University of Michigan) ومن نخبة مهاجرينا هناك. طلب مني أنذاك أن أسهل عليه عملية مساعدة الدولة التونسية بفضل علاقاته وجهوده من أجل توفير كمية من لقاحات فايزر حيث تواصل مع مصنع فايزر هناك ونال الموافقة لشراء كمية يتبرع بها مع مجموعة من التوانسة هناك. لكنه لم يجد تجاوبا من الدولة التونسية ولم تسهل له السفارة ذلك. فتدخلت بنفسي مع مسؤولين كبار هنا في الحكومة وأعطيتهم رقم الدكتور لشهب ولكن للأسف لم يتصل به ولم يتفاعل مع مبادرته أحد...!!!
اليوم بلغني خبر مثير للنخوة والفخر عن الدكتور أحمد لشهب، ذلك الرجل الوطني الكريم الذي لم يعد يسكن في تونس لكنها ظلت تسكن فيه...فقد فاز بجائزة أفضل أطروحة دكتوراه من جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية في الرياضيات والعلوم الفيزيائية والهندسة لعام 2022. وتعتبر هذه الجائزة هي الأعلى والأرفع درجة ضمن الجوائز المسداة من جامعة إنديانا لطلاب الدراسات العليا...والفوز بها يتجاوز شخص الدكتور لشهب ليمس كل تونسي ويلهمه ويثير نخوته. وسعادتي بذلك مضاعفة لأنني عرفت وطنية الدكتور أحمد لشهب عندما مرت تونس بأزمة صحية شاملة، إذ حاول أن يشارك في المساعدة والتضامن وبادر بعرض ذلك على الدولة.
وكالعادة يأتي النبوغ من صفاقس. فالدكتور أصيل مدينة صفاقس وذكائه صفاقسي...وسيرته العلمية تقول أنه حائز على درجة الدكتوراه في اختصاص نظم وتكنولوجيا التعليم Instructional Systems Technology مع اختصاص معمق في أنظمة التفاعل بين البشر والكمبيوتر Human-Computer Interaction and Design. تحصل على شهادة الدكتوراه في صائفة 2020 إثر مناقشته لأطروحة بعنوان"الفشل في التصميم التعليمي: مقاربات لوجهات نظر مصممين تعليميين".
دكتور لشهب، نجاحك مصدر إلهام لكل تونسيوجائزتك فخر للعقل والذكاء التونسي وصداقتك ووجودك بين متابعي برامجي وكتاباتي البسيطة هو شرف لي. أهنئك وأشكرك على هذا الفخر الذي بثته فينا جائزتك.