قرأنا صغارا قصّة جميلة والوحش، ولم نعلم اننا سنعايش تفاصيلا تشبهها كبارا. قد سمع اغلبنا عن حادث الانهيار الصخري الذي حدث بقرية تكرونة من ولاية سوسة السنة الفارطة، حيث توجّه المسؤولون واتخذت قرارات بإغلاق مداخل القرية وبرمجت اللجان ووضعت الهياكل المتداخلة في حالة الأهبة القصوى، إلاّ انه لا مداخل اغلقت ولا ترميم حصل ولا اجراءات لحماية المتساكنين والزوار من كارثة تكاد تكون قاب قوسين او ادنى. تكرونة القرية البربرية السياحية التي لها الفضل في اعتماد بلدية النفيضة كبلدية سياحية وما رافق ذلك من اعتمادات مالية ترصد ومشاريع تنجز.. تمّت مكافئتها بإهانة امرأة تشكّل رمزا من رموزها.
لماذا ؟ لأنها فتحت بيتها لمن يطرق بابه. من زار تكرونة لا بدّ ان يكون قد التقى بهذه المرأة المجاهدة بعينيها الخضراوين وبراءة ملامحها البربرية الأصيلة، كلّ من طرق باب منزل حميدة لا بدّ أن تكرم ضيافته بما توفّر لديها من خبز طابونة وزيت زيتون وكسكسي وغيرها من المأكولات الشعبية لينعم بلحظة من الصفاء والنقاء الروحي في ضيافتها ..
حميدة القاطنة في قمّة قرية تكرونة جعلها حظها العاثر تقع بتاريخ 08 ماي 2022 في طريق زيارة مجموعة من المسؤولين من ولاية سوسة على رأسهم الكاتب الاول المكلف بتسيير مهام الولاية مرفوقين بمسؤولين محليين يتقدمهم رئيس بلدية النفيضة، مجرّد وجود حميدة أمام منزلها اثار امتعاظ السيد رئيس البلدية، فهاج وماج وصدح بصوته وصرخ و ضجّ جلبة وجلجل وعجّ كالأسد زئيرا وزلزل مخاطبا المرأة الواقفة امام منزلها "آش تعمل هنا؟ انت السبب كان سكرت دارك راهو ما طلع حد لتكرونة"
السّيد رئيس البلدية لم يكتف بالصياح بل أرسل مسؤولا امنيا ليهدّد حميدة اذا تجرأت وفتحت بيتها لإستقبال أحد الضيوف بأن يحرّر ضدّها محضر (والله لاهي تفدليكة).
حميدة الزوالية ، المضيافة، المحبوبة من الجميع اليوم تعاني من أزمة نفسية حادّة نتيجة اهانتها من المسؤولين الذين عهد لهم بحمايتها ، حميدة اليوم تعاني من عصب في المعدة وغصّة (thyroïde) لأنها خرجت من بيتها اثناء مرور المسؤول .. حميدة الجميلة لم تجد لمن تشتكي الوحش، فأخبرت في سرّها الله بكلّ شيء حتى ينصرها ولو بعد حين.