الطّفل "عزيز زوبلي" أو "اسلام" كما عرفه التونسيون في مسلسل "براءة" الذي لم يحمل من المحتوى غير الاسم يبلغ من العمر خمس سنوات وجد نفسه بين ليلة و ضحاها نجما على وسائل التواصل الاجتماعي و لديه حساب أنستغرام به الاف المتابعين في وقت قياسي.كما تمت دعوته الى برنامج "فكرة سامي الفهري" وعومل معاملة النجوم الكبار .
كل هذا والطفل عزيز غير مدرك بما يدور حوله و المحيطون به من أسرته و الممثلين معه والقناة صاحبة المسلسل يتمعّشون من براءته و هم لايدركون الخطر من وراء ذلك على الطفل نفسه. والخطر الأكبر هو الذي حصل في عدد المشاهد الصادمة التي عاشها و مثّلها دون أن يدركها وكأن بمخرج العمل حوّله الى شخصية مشوهة صنعها بسيناريو خبيث.
اليوم الطفل عزيز من الصعب أن يواصل حياته العادية أو يبدأها لاعتبارات عديدة. فمن ولد نجما في السماء من الصعب أن يعود الى الأرض و سيتيه و يضيع بينهما مثلما حدث للطفل حمودة الذي غنّى مع الفنان بلطي الاغنية الشهيرة "يا ليلي.." وبناء عليه لابد بالإسراع في اخضاعه الى العناية الطبية النفسية و الاجتماعية على يدي مختصين يكون بإمكانهم افهامه الفرق بين الواقع الذي يعيشه و سيعيشه وبين التلميذ و يبينون له الفرق بين الطفل "اسلام" و الطفل "عزيز".
وهذه أولوية قصوى للطفل الذي يستعد لدخول المدرسة لا أن نملأ دماغه بنجومية واهية وبجزأ اخر من المسلسل وبعقود اشهار يستفيد منها الكبار و تعود بالضرر عليه وعلى يقية الاطفال الذين اتخذوه قدوة.