قصدت البارحة مدينة الثقافة لحضور السهرة الخاصة بترجمة روايتي الكرسي الهزاز إلي الفرنسية متعبة وتقريبا شبه منهارة نفسيا لاحداث تافهة وركيكة عشتها طوال يوم أمس. لكن ما ان دخلت فضاء المدينة حتى انشرحت روحي وتفتحت ومسحت تماما ذلك الشريط البائس الذي عشته طوال اليوم بسبب تردي الخدمات في بلادنا وبسبب تدني مستوى المعاملات بين الناس إلى الحضيض. وهنا أشكر صديقتي الاستاذة فوزية الذوادي علي حرصها على مرافقتي وقد عايشت معي تقريبا بؤس تلك الاحداث.
ويعود سبب ذلك الي الديكور التونسي التقليدي الجميل بل الخلاب الذي تحلّت به المدينة فمنحها هوية تونسية زادت من اصراري على التشبث بها رغم كل التدني الذي بلغه الوطن في كل شيء . فما كل ذلك الجمال والرونق التقليدي التونسي الذي تروي كل تفاصيله حضارة هذا البلد العريق الاّ شهادة على أن ما نعيشه الآن لا يعدو أن يكون مرحلة سوداء ستمضي كما مرّ الذي سبقها من عثرات ليشرق بعدها الوطن من جديد.
وهنا اشكر المركز التونسي للصناعات التقليدية على هذا كل ذلك الجمال وأشكر مدير عام مدينة الثقافة سي محمد الهادي الجويني علي فتح باب المدينة امام مثل هكذا معرض بمناسبة شهر رمضان الكريم وهنا أتمنى واقتراح ان يظل جزءا من هذا المعرض دائما في المدينة الي جانب المقهى التقليدي الذي زرع هو الآخر نبض الحياة الذي تحتاجه المدينة وبشدة .
وقد ساهم المقهى مع ديكور المعرض في اخرجها من جماد الجدران والفراغ المدوي إلى فضاء الألوان والانتماء والهوية التي سأظل أفخر بها.