لفتة جميلة وذات قيمة قام بها المخرج التونسي لسعد الوسلاتي في مسلسل الحرقة لمّا سلط الضوء على التونسيين الذين يقتاتون من النفايات. هؤلاء التونسيين الذين يعيشون بيننا في عوز وحاجة ومع ذلك القناعة والفرحة تملأ قلوبهم . لقد نجح لسعد الوسلاتي في إيصال صورتهم الحقيقيّة صورة شقائهم ولكن أيضا صورة صدقهم وتفاعلهم الحقيقي دون نفاق مع من حولهم...هذه الأم الموجوعة وتفرح لنجاح إبنها الذي تجعل منه هدفها.
شكرا لسعد الوسلاتي ...ألف شكر ...هذا هو دور الدراما الأساسي. دور الدراما هو تسليط الضوء على داء الناس والدفاع عن حقوقهم وإبراز معاناتهم عبر صورة "التزغريط" الموجع والمبكي. دور الدراما هو محاربة واقع مؤلم على أمل إصلاحه، وكل أطراف المجتمع مطالب بإلتفاتة لهؤلاء المواطنين التونسيين الذي يعيشون بيننا بكلّ هذا الشقاء وهذه المتاعب .هذا دور المخرج الحقيقي. ومازلنا نترقب الكثير من المبدع لسعد الوسلاتي، هذا المخرج الذي يحاول في كل مرّة تسليط الضوء على قضايا إنسانيّة جوهرية.
أما وجيهة الجندوبي فقد أبدعت كالعادة، فنظرة وحيدة منك كافية لإيصال عشرات المعاني وإثارة تعاطف المتفرّج وتفجير دموعه.
سعيدة جدا بهذا العمل المتميز الذي يكشف واقع "القمامة والشكارة". تعب وعرق ورزق حلال وغربة وتشرد والثنية مازالت طويلة.
كما نترقب الكثير من مهذب الرميلي وأميمة المحرزي وأيمن مبروك وهادي ماجري خلال العمل المشرّف.
شكرا لكل صناع هذا العمل وسأكتب أكثر على "الحرقة 2"، حرقة قلب في تونس وخارجها ولكن تظل الغربة داخل الوطن أفضل من الغربة خارجها.