معهد رويترز لدراسة الصحافة: عن أي صحافة نتحدث عام 2022؟


صدر مؤخرا عن معهد رويترز لدراسة الصحافة تقرير حول التنبؤات لمجال الصحافة في عام 2022.  لقد كان عام 2021 عاما صعبا على جميع الصحفيبن وجمهور وسائل الإعلام نظرا لكثافة الأخبار التي لا يمكن السيطرة عليها. وبدول كثيرة من العالم، انخفض عدد متابعي وسائل الإعلام الإخبارية خلال العام السابق  رغم حاجة المواطنين إلى معلومات دقيقة وموثوقة. الأمر الذي خلق تحديات كثيرة لوسائل الإعلام هذا العام، لإعادة تشريك جمهور وسائل الإعلام وجذب انتباه مستهلكي الأخبار. ويبقى  التغيير الجيلي على مستوى الممارسات موضوعًا رئيسيًا، مما يدعو غرف الأخبار إلى التنوع والشمول على مستوى المحتوى، بما في ذلك التطرق إلى المواضيع الآنية على غرار مشكل تغير المناخ والصحة العقلية، وكيف ينبغي أن يتصرف الصحفيون بمنصات وسائل التواصل الاجتماعي.

على المستوى التجاري، لا تزال العديد من المؤسسات الإخبارية التقليدية تولي اهتماما كبيرا بلتحول الرقمي حيث يبدو أن ارتفاع أسعار الصحف وتكاليف أخرى يجعل من الصحف المطبوعة غير قادرة على الاستمرار. وفي نفس الوقت، تسربت عائدات الإعلانات إلى منصات عمالقة الواب على غرار الفايسوك وانستغرام، من أجل تحقيق نتائج أفضل. في الوقت ذاته، بدأت قواعد الخصوصية الأكثر صرامة التي تحد من بيانات الطرف الثالث، إلى جانب المخاوف بشأن المعلومات الخاطئة، في تحويل اتجاه جمهور وسائل الإعلام نحو العلامات التجارية الموثوقة. لكن يظل الإعلان عملاً تنافسيًا ومتطلبًا، ولن يزدهر جميع الناشرين.

في غضون ذلك، أصبح الخطاب حول تعديل المنصات الالكترونية موضوعا رئيسيا بالعالم، حيث تحاول الحكومات في الاتحاد الأوروبي وفي بعض البلدان ممارسة المزيد من السيطرة على التكنولوجيا الكبيرة. ومع ذلك ، فإن تقنيات الجيل التالي مثل الذكاء الاصطناعي (AI) والعملات المشفرة والميتافيرس خلقت بالفعل مجموعة جديدة من التحديات لوسائل الإعلام، بالإضافة إلى فرص جديدة للتواصل والإعلام والترفيه.

كيف يرى قادة الإعلام العام المقبل؟


تم إجراء استطلاع على 246 شخصًا في الفترة ما بين شهري نوفمبر وديسمبر 2021. ويشغل المشاركون ، الذين ينتمون إلى 52 دولة ، مناصب عليا (مديرو التحرير والمديرون التجاريون ومديرو المنتجات) في شركات الإعلام التقليدية أو الرقمية. هؤلاء الأفراد مسؤولون أيضًا عن الاستراتيجية الرقمية لوسائل الإعلام العاملين بهم. هكذا  كانت إجاباتهم:

  • أكد 59٪ من المستجوبين أن دخلهم قد زاد خلال العام الماضي. وأفاد الناشرون أن الإعلان الرقمي قد ارتفع مع تزايد عدد الأشخاص الذين يتسوقون عبر الإنترنت. كما زادت إيرادات الاشتراكات عبر الانترنت.
  • أكد 75٪ من المستجوبين أنهم واثقون من آفاق شركاتهم الإعلامية لعام 2022 ، على الرغم من أن 60٪ يتخوفون من مستقبل الصحافة بسبب استقطاب الشركات الكبرى بالانترنت لجمهور وسائل الإعلام والهجمات المتكررة على الصحفيين وحرية الصحافة، وغياب الجدوى المالية للمنشورات المحلية.
  • يخطط الناشرون للمضي قدمًا في استراتيجيات الاشتراك أو العضوية هذا العام ، حيث أكد 79٪ من المستجوبين أنها مصدر الإيرادات لديهم. في الوقت نفسه ، يشعر العديد من المشاركين (47٪) بالقلق من أن نماذج الاشتراك ستدفع الصحافة نحو خدمة جمهور أكثر ثراءً وتعليمًا وترك الآخرين.
  • يتوقع 29٪ من المستجوبين كسب عائدات أكثر من المنصات التكنولوجية لترخيص المحتوى أو الابتكار، ويسعى 15٪  للحصول على مساعدات مالية من المنظمات الغير ربحية. كما يأمل آخرون في إعادة تشغيل الشركات المنظمة للحفلات، التي توقفت خلال أزمة كوفيد.
  • مع وجود المزيد من التنظيمات للقوى المهيمنة على السوق والتأثير الاجتماعي لشركات التكنولوجيا، تختلط التوقعات فيما يتعلق بتحسين الإجراءات الحكومية التي تؤثر على آفاق الصحافة. يعتقد 41٪ أن التدخلات السياسية يمكن أن تساعد فيما يعتقد 34٪  أنها لن تحدث فرقًا. وقال 25٪ إنها يمكن أن تزيد الأمر تعقيدا,
  • يقول المستجوبون إنهم سوف يولون اهتمامًا أقل لـلفايسبوك الذي خسر 8 نقاط  وتويتر الذي خسر 5 نقاط سنة 2021 . في المقابل، سوف يبذلون المزيد من الجهد بانستغرام  (+54) وتكتوك (+44) و اليوتيوب (+43) التي أصبحت المنصات الالكترونية الأكثر استعمالا لدى الشباب.
  • ستشدّد العديد من المؤسسات الإخبارية قواعدها بشأن كيفية تصرف الصحفيين على وسائل التواصل الاجتماعي. في الاستطلاع الذي أجريناه ، يعتقد معظم المحررين والمديرين أنه يجب على الصحفيين الالتزام بنقل الأخبار على Twitter و Facebook هذا العام والخوف من أن يؤدي التعبير عن المزيد من الآراء الشخصية إلى تقويض الثقة.
  • على الرغم من أن تأثير تغير المناخ أصبح أكثر إلحاحًا، إلا أن صناعة الأخبار لا تزال غير متأكدة بشأن كيفية إدارة هذه القضية المعقدة والمتعددة الأوجه. 34٪ من المجيبين صنفوا التغطية الإجمالية على أنها جيدة. يقول محررو الأخبار إنه من الصعب جعل عامة الناس يلاحظون قصة تتحرك ببطء ويمكن أن تحبط الجمهور في كثير من الأحيان. هذا يعني أنه من الصعب توظيف الصحفيين المتخصصين اللازمين لشرح الأمر وإحيائه.
  • فيما يتعلق بالابتكار، يمكننا أن نتوقع عودة إلى الأساسيات خلال هذا العام. قال 67٪ من المستجوبين أنهم سيحافظون على نفس منتجاتهم ويسعون فقط إلى تحسينها، مما يجعلها أسرع وأكثر كفاءة، فيما سوف يطلق 32٪  من المستجوبين منتجات جديدة أو يجرون امتدادات للعلامات التجارية. ويقول الناشرون إن أكبر العوائق التي تحول دون الابتكار هي نقص الأموال ، بسبب التحديات الاقتصادية الدولية، وصعوبة جذب الموظفين التقنيين والمحافظة عليهم.
  • يقول 80٪ من الناشرين إنهم سيخصصون المزيد من الموارد للبودكاست والصوت الرقمي وسوف يولي 70٪ منهم الاهتمام ببالنشرات الإخبارية عبر البريد الإلكتروني. أثبتت هاتان التقنيتان بالفعل فعاليتهما في استقطاب المشتركين الجدد.
  • قال 14٪ فقط من الناشرين إنهم سيستثمرون في الصوت (بودكاست) قثط و 8٪ فقط في إنشاء تطبيقات جديدة للميتافيرس مثل VR و AR.
  • يوصى المسؤلون بالعمل الهجين. سيتمكن الصحفيون من العمل بالبيت، خاصة وأن العمل عن بعد قد ساهم في تنمية الإبداع والشعور بالتواصل بين الصحفيين.