أدى حادث المرور الأليم الذي جد بمعتمدية السبالة من ولاية سيدي بوزيد مخلفا وفاة 13 عاملة وجرح 20 إمرأة من العاملات في القطاع الفلاحي إلى تعديل القانون عدد 33 لسنة 2004 المتعلق بالنقل البري بغاية إحداث صنف جديد لنقل العاملات والعاملين بالقطاع الفلاحي. ورغم دخول هذا القانون ( القانون عدد 51 لسنة 2019 المؤرخ في 11 جوان 2019 ) منذ أكثر من سنتين حيز التنفيذ، فقد شهد تطبيق هذا القانون غياب الإرادة السياسية الفعلية لفض أزمة نقل المشتغلات والمشتغلين في المجال الفلاحي، إذ لم يتم إصدار الأمر الحكومي التطبيقي لهذا القانون إلا بعد سنة من صدوره وليس 3 أشهر كما نص القانون في فصله الرابع. كذلك لم يتم إلى اليوم إحداث هذا الصنف الجديد من النقل وهو ما استوجب تحرك المنظمات والجمعيات المعنية بهذا الإختصاص من أجل الرقابة والضغط من أجل أخذ قرارات حاسمة وإيجاد حلول ناجعة تكون فعلية تطبيقية وليس فقط قانونية ورقية.
حملة "سالمة تعيش" للنظر في اشكاليات النقل الفلاحي وإيجاد الحلول الناجعة
في هذا الإطار، أطلقت جمعية "أصوات نساء" وجمعية "ريحانة" للمرأة بجندوبة وجمعية "صوت حواء" والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وجمعية "المرأة والمواطنة" وجمعية "النساء أوّلا" تحالفا بعنوان "سالمة تعيش". هذا التحالف ساهم في ولادة حملة "سالمة تعيش" للنظر في اشكاليات النقل الفلاحي وإيجاد الحلول الناجعة.
أهداف حملة "سالمة تعيش"
تهدف هذه الحملة بصفة عامة إلى تمكين كل النساء العاملات في قطاع الفلاحي من نقل يحفظ لهن مقومات العيش الكريم وكرامة ذواتهن البشرية ولا يعرضن حياتهن للخطر. من ناحية أخرى، تهدف هذه الحملة بصفة خاصّة إلى ضمان سلامة العملة والعملات وذلك من خلال تفعيل أحكام القانون الأساسي عدذ 51 لسنة 2019 والأمر الحكومي عدد 724 لسنة 2020 والمؤرخ في 31 أوت لسنة 2020 والمتعلق بضبط شروط تعاطي نشاط نقل العملة الفلاحيين وشروط الإنتفاع بالخدمة، مع رفع مستوى وعي العملة والعملات بالقطاع الفلاحي أول محتوى القانون الأساسي عدد 51 وحقهم.ن في نقل أمن .
ولقد تعددت أنشطة الحملة واختلفت أشكال تعبيرها منذ بعثها سنة 2020 ولكن هدفها واحد، وهو تحسين ظروف المرأة الريفية والعملات الفلاحيات. ونذكر في هذا الإطار، بعض أنشطة الحملة ومنها :
وتمثل هذه الأنشطة لمحة صغيرة عن برامج حملة "سالمة تعيش" التي لا تزال تقوم بمتابعة تطبيق القانون عدد 51 لسنة 2019 المتعلق بإحداث صنف نقل للعاملات والعملة بالقطاع الفلاحي. كما قدمت هذه الحملة ورقة سياسية دعت فيها:
• مجلس نواب الشعب (المجمد حاليا) إلى ممارسة دوره الرقابي حيث لا يكفي أن يقوم بتشريع القوانين مادام لن يراقب مدى تفعيلها على أرض الواقع.
• الحكومة إلى وضع الأوامر الترتيبية اللازمة لتفعيل هذا القانون في أقرب الآجال والعمل على مراقبة تطبيقه ولتوفير الوسائل المادية والبشرية في ميزانية 2021 لإحداث هذا الصنف المخصص لنقل العاملات /العمال في القطاع الفلاحي.
• وزارة النقل إلى رسم خطة عمل واضحة وشفافة مع الولاة لإسداء التراخيص وتنظيم هذا الصنف الجديد من وسائل النقل.
• وزارة المرأة إلى التدخل لتوفير الإحصائيات اللازمة لمعرفة حجم الطاقة البشرية المتمثلة في النساء العاملات في القطاع الفلاحي وفئاتهن العمرية اضافة إلى حالتهن الاجتماعية وذلك لمعرفة كيفية التدخل.
• وزارة الداخلية إلى ردع كل المتدخلين غيرا لقانونيين في القطاع والحدّ من ظاهرة "السمسرة" والعمل على معاقبة كل خارج عن القانون لإجراء التحقيقات اللازمة التي ستمكن من معاقبة المسؤولين عن هذه الحوادث الأليمة.
• وزارة التجهيز إلى وضع خطة عمل والبدء في تحسين البنية التحتية داخل المناطق الفلاحية حتى يتسنى لوسائل النقل السير بأمان والولوج إلى الأراضي الفلاحية.
وفي الأخير، تبقى أزمة العاملات في القطاع الفلاحي وإشكالية نقلهن رهينةبقرارات الدولة والفاعلين السياسيين على أن لا تنتهي القرارات بالتنزيل في الرائد الرسمي دون التفعيل والتنفيذ والمتابعة، ذلك أن المجتمع المدني الذي يسعى بدوره إلى المتابعة والإصلاح والتقييم أصبح مشتتا بين رغبة الفعل ( تقديم مقترحات وتنفيذ مشاريع ومتابعة سياسات الدولة ) وعوائق القرارات الفاقدة لجوهر الإصلاح ( قرارات بعيدة عن الواقع أو قرارات فاقدة للمتابعة أو قرارات تكثف الأزمة ).