بعد ظهور سلالة جديدة للكوفيد 19 في جنوب أفريقيا يوم 25 نوفمبر الماضي، وفقًا لجينال بهيمان (باحثة في معهد جنوب إفريقيا للأمراض المعدية)، انتشرت هذه السلالة الملقبة بأوميكرون في العديد من الدول حيث هلعت العالم بانتشارها المسرع والمضاعف للسلالة السابقة "دلتا"، حسب منظمة الصحة العالمية. لنتساءل: هل سيتم اعادة غلق الحدود في العالم أم هناك إجراءات جديدة قد تكون حلاّ لتخطي هذه الموجة؟
قامت الولايات المتحدة الأمريكية باتخاذ قرارات أخرى بدل إغلاق الحدود او اللجوء إلى الحجر الصحي، حيث أوضحت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض جين بساكي في اليوم الثاني من ديسمبر خلال إيجاز صحفي، أن هنالك خمسة إجراءات رئيسية لهذا الشتاء، أهمها: تعزيز متطلبات السفر عن طريق تطعيم جميع الرعايا الأجانب بشكل كامل وموجب وفرض دليل على اختبار سلبي في غضون 24 ساعة فقط على جميع المسافرين إلى الولايات المتحدة.
وكان رئيس الجمهورية "جو بايدن" قد أعلن أيضا عبر صفحته بالفايسبوك، بعد ثلاثة أيام من إطلاق الإجراءات الجديدة، بأن الحماية من اوميكرون بسيطة، وهي الحصول على لقاح كامل وبعدها تعزيز اللقاح بسرعة أخرى.
من جهته، أعلن الوزير الاول الفرنسي "جون كاستاكس"، في ندوة صحفية التأمت بباريس يوم 6 ديسمبر، استبعاد الجمهورية الفرنسية فرضية إعادة فرض حجر صحي أو إغلاق تام لمنع تفشي الفيروس كما كان عليه الحال خلال الموجات الثلاث الأولى من الوباء. كما قدم كاستاكس الاجراءات الجديدة اللازمة لعلّ أبرزها: تشديد تطبيق البروتوكول الصحي بالمدارس الابتدائية للمستوى الثالث، تمديد العمل عن بعد وفيما يخص جميع الأحداث الاحتفالية والمتزامنة في المجال المهني والخاص.
ونذكر أن رئيس الجمهورية الفرنسية امانويل ماكرون قد حث قبل شهر، خلال ندوة صحفية بباريس، المواطنين على الحصول على جرعة تعزيز المناعة بعد تلقي اللقاح بستة أشهر، داعيا الستة ملايين شخص الذين لم يتلقوا التطعيم بعد إلى الالتحاق بمراكز التلقيح من أجل حماية أنفسهم و القدرة على الحياة والعيش بشكل طبيعي.
وأعلنت بريطانيا أيضا إجراءات جديدة في محاولة لإبطاء تفشي المتحور الجديد، حيث أعلن رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون"، في مؤتمر صحفي يوم السابع وعشرين من الشهر السابق، أن جميع الوافدين سيخضعون للفحص بنهاية اليوم الثاني من وصولهم وإلى العزل الذاتي إلى ان تكون النتيجة سلبيةـ مضيفا أن أولئك الذين عاشروا وخالطوا من ثبتت إصابتهم، و يشتبه انها السلالة الجديدة، سيتعين عليهم عزل أنفسهم لمدة عشرة أيام. كما أشار الى ان الحكومة البريطانية ستشدد قواعد ارتداء الكمامة بالفضاءات العامة. وستضيف إنجلترا أيضا مالاوي وموزامبيق وزامبيا وأنجولا إلى القائمة الحمراء المتعلقة بالسفر، وهو ما يعني ضرورة خضوع البريطانيين والأيرلنديين القادمين إلى البلاد للعزل لمدة عشرة أيام في فندق توافق عليه الحكومة. وسيُمنع دخول غير المقيمين.
ومن المحتمل أن تكون السلالة أوميكرون التي وصفتها منظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة في السادس وعشرين نوفمبر، بأنها "تبعث على القلق" أكثر عدوى من سلالات المرض السابقة، على الرغم من أن الخبراء لا يعرفون إلى الآن ما إذا كانت ستسبب مرضا أكثر أو أقل حدة بالمقارنة بسلالات فيروس كورونا الأخرى. فهل ستتمكن اجراءات بلدان العالم من تفشي هذه السلالة الجديدة وتجاوز الموجة الخامسة أم ستجبر هذه البلدان على الخضوع وإعادة فرض غلق الحدود في العالم وفرض حجر صحي في البلدان؟