نتج عن الحريق الذي شبّ البارحة بمقر حركة النهضة حسب بيان وزارة الداخلية، إصابة 18 شخص (16 حالة اختناق بسيط وحالة خطرة وحالة كسور متعددة)، علما بأنّه تم حسب هذا البيان العثور على جثة متفحّمة لشخص داخل مقرّ الحزب المذكور الذي تمّ التّعريف بهوّيته. وهو من مواليد سنة 1970 قاطن بحيّ التحرير بتونس العاصمة، وكان قد عمل سابقا كعون استقبال بالحزب.
وفي بيان لها، ذكرت حركة النهضة انّه لم تتضح بعد أسباب هذا الحريق مترحمة على وفاة هذا المواطن الذي وجدت جثته متفحمة داخل مقر الحزب.
وكان رئيس الحركة راشد الغنونشي قد قام بزيارة لضحايا هذا الحريق دون الكشف عن هوية كلّ الضحايا من مناضلي الحركة باستثناء علي العريض وعبد الكريم الهاروني.
وكان رواد الفايسبوك قد تابعوا تفاصيل هذا الحريق منذ اللحظات الأولى لينقسم التونسيون بين متعاطفين مع الحركة وآخرين مساندين لما حدث من باب كرهم لهذه الحركة الإسلامية، إذ ذكر الإعلامي بقناة الزيتونة مقداد الماجري في لايف عبر صفحته بالفايسبوك أن هناك إمكانية مؤامرة بين فرنسا والإمارات.
فيما أكد منير الشرفي (مدير المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة) تعاطفه مع الضحية التي أضرمت بجسمها النار، ولكنّه لم ينف أنّ هذه العملية ليست مجرد حريق بل هي محاولة انتحار متهما الغنوشي.
واستغل محمد غراد، مناضل سابق بحركة النهضة الفرصة بعد التعبير عن تضامنه مع ضحايا هذا الحريق ، لدعوة مناضلي الحركة إلى تقديم استقالتهم للنضال من "أجل الوطن وليس من أجل الحزب".
وفي منشور له بالفايسبوك، اتهم فتحي العيادي (قيادي في حركة النهضة ورئيس مجلس شوراها بين 2012 و2016) من حرض المواطنين ضد الحركة خلال كل مناسبة، بمسؤوليته عن هذا الحريق. وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد بين في خطابه ليلة أمس أن تونس لن تتقدم إلا في ظل قبول الآخر والتنافس النزيه، مشيرا إلى أن الحسابات السياسية الضيقة لا تدوم ولن يبقى الا من يقوم بعمل ويطبق برنامجا يخرج تونس من وضعها الحالي. وأكد رئيس الجمهورية على أن الاختلاف في التصورات والآراء لا يعني انعدام التعايش، وعلى أن الدولة تتسع للجميع والقانون فوق الجميع. ودعا، أيضا، إلى الوحدة بين التونسيين ووضع حد للقضايا التي تبرز بين الحين والآخر حتى يمر المواطن من حالة اليأس إلى حالة الأمل.