يتحدث الجميع عن مطعم "كازا دي بابل" منذ مدة لاسيما مع لاقاه هذا المسلسل الإسباني من رواج بالعالم. واهتمام أي فرد بهذا المسلسل يدفعه إلى زيارة هذا المطعم لكن انصدمنا مما هو موجود على عكس ما يكتب بمنصات التواصل الإجتماعي باعتبار أن هذا المطعم كان بمثابة المدخنة الطبيعية.
مما لا شك فيه هو أننا لا ننفي أن للمطعم استنبط تفاصيله من هذا المسلسل بشكل يشد زائره لا إراديا حتى أنه وضع ملابس لأبطال المسلسل وبعض الأدوات على غرار المسدسات، حتى يتمكن زوار هذا المطعم من تقمص شخصيات هذا المسلسل. كما جعلوا من الأكلات والمشروبات المذكروة بقائمة الطعام، تحمل أسامي أبطال هذا المسلسل. وهو ما يجعل هذا المطعم فريد من نوعه بتونس على الرغم من أننا نشك في كون صاحب المطعم له الحق في فتح مكان يحمل اسم هذا المسلسل.
ما يدفعنا إلى كتابة هذا المقال هو اشمئزازنا أصدقائي وأنا من أنفسنا يوم الخميس الفارط حين غادرنا المكان بعد أن أصابتنا رائحة الدخان. كنا قد سألنا النادل عن المكان المخصص لغير المدخنين فأشار إلى الطابق الأول. لكن يبدو أن محركات تغيير الهواء لم تكن تعمل لنجد أنفسنا نستنشق دخان بقية زبائن المطعم دون رغبتنا. ولم نستمتع أصلا بجلستنا باعتبار أن أسعار قائمة الطعام خيالية فوجدت نفسي أحتسي كوبا من القهوة لا طعم له مقارنة بما هو مكتوب في قائمة الطعام.
نتمنى أن يشغل هذا المطعم محركات تغيير الهواء في المستقبل وفي حالة الكوفيد، ما عليه إلا أن يفتح أبوابه للنسيم العليل أو يضع لافتة "مطعم المدخنين". أما عن الاسعار، يفضل أن لا نبيع للحريف أحلاما فما هو مكتوب وما نتخيله لا يمت بصلة مع ما يقدمه لنا النادل.