سؤال الأسبوع: هل يمكن أن نثق بالمصادر الدولية لتأكيد حادثة علمية محليّة؟


في عالم مليء بتدفق المعلومات من جميع الاتجاهات، وفي عصر منصات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، أصبحت ضرورة التحقق من صحة الأخبار ودقتها أكثر إلحاحًا، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأحداث العلمية المحلية. في كثير من الأحيان، نلاحظ أن وسائل الإعلام الدولية تسبق الإعلام المحلي في تغطية هذه الأحداث، مما يجعل الاعتماد على المصادر الدولية لتأكيد الحوادث المحلية يعتمد على عدة عوامل أساسية.

أولًا، من المهم النظر إلى سمعة المصدر والتأكد من أنه معروف بموثوقيته ودقته في نقل المعلومات. غالبًا ما تكون المصادر ذات السمعة الطيبة موثوقة لأنها تعتمد على معايير صارمة في التحقق من الأخبار قبل نشرها. على سبيل المثال، عندما نقرأ تقريرًا علميًا من منظمة مثل منظمة الصحة العالمية أو وكالة ناسا، نعلم أن هذه المؤسسات تتحقق بعناية من المعلومات قبل نشرها.

من المهم أيضًا أن تكون المعلومات قد تم التحقق منها من قبل جهات مستقلة أخرى. فالحاجة إلى الحياد في التغطية أمر أساسي، حيث إن المصادر التي تظهر حيادًا في تناولها للأحداث تكون أكثر مصداقية لأنها لا تميل إلى تحريف الحقائق لخدمة أجندات معينة. على سبيل المثال، إذا تم نشر تقرير علمي من قبل صحيفة محايدة بعد فحصه من قبل جهة ثالثة متخصصة في الموضوع، يكون ذلك إشارة إلى دقة التقرير.

وفي هذا السياق، فإن التحقق المتقاطع من المعلومات من مصادر متعددة يعزز مصداقيتها ويقلل من احتمالية نشر معلومات غير دقيقة. وهذا يشمل مراجعة البيانات من عدة خبراء أو مؤسسات علمية، مما يساهم في ضمان أن المعلومات التي يتم نشرها صحيحة ودقيقة.

كما أشار الصحفي الموريتاني سعيد الحبيب، يرتبط الأمر بطبيعة الحادثة العلمية نفسها، وما إذا كانت أدوات التحقق المحلية أقل كفاءة مقارنة بتلك الدولية. أحيانًا، قد تكون الأدوات المحلية غير قادرة على تقديم التحقق الكافي، مما يجعل الاعتماد على وسائل الإعلام الدولية أمرًا ضروريًا. ولكن، من المهم أن نأخذ في الاعتبار أيضًا إمكانية افتقار الجهات الدولية إلى الحياد العلمي في بعض الحالات، مما يثير تساؤلات حول مصداقية المعلومات التي يتم نشرها.

في النهاية، تكون الثقة بالمصادر الدولية لتأكيد الحوادث العلمية المحلية ممكنة إذا كانت هذه المصادر تتمتع بسمعة جيدة، وتتحقق من المعلومات بشكل مستقل، وتقدم تغطية شاملة وحيادية. ومع ذلك، يظل من الجيد دائمًا مقارنة المعلومات من مصادر متعددة لضمان دقتها، واللجوء إلى المصادر الأقرب إلى مكان الحدث للحصول على صورة أكثر دقة.