نظمت الجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية للسنة السادسة على التوالي تظاهرة أفضل الأعمال الصحفية المتعلقة بالحريات الفردية لسنة 2023 بالشراكة مع منظمة "هنريش بل" وذلك ببيت الحكمة قرطاج. وتهدف هذه التظاهرة إلى تقييم وإسناد جوائز لأفضل الإنتاجات الإعلامية التي تناولت الحريات الفردية خلال سنة 2022.
تم تقييم وإسناد الجوائز من طرف لجنة تتكون من رامي خويلي مدير مكتب تونس لمنظمة محامون بلا حدود تونس وآمال الشاهد الصحفية بالإذاعة الوطنية و أميرة محمد الصحفية بإذاعة موزاييك ونائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
وقد تداولت اللجنة بالنقاش والتقييم تسعة أعمال من أنماط صحفية مختلفة فيها المكتوب و فيها الإذاعي و فيها الروبورتاج المرئي و الفيلم باللغتين العربية و الفرنسية وبناء على الالتزام بجملة المعايير التالية بطريقة غير تفاضلية:
- الاحترام الكامل لكل القواعد المهنية التقنية للعمل الصحفي
- الاحترام الكامل لكل قواعد أخلاقيات المهنة الصحفية
- احترام قواعد اللغة من نحو و صرف و إعراب و حسن اعتماد صياغة أدبية متناسقة و سلسة
- الارتباط الوثيق و العميق بمحور المسابقة و هو الدفاع عن الحريات الفردية و جوهر ثقافة حقوق الإنسان
- التعاطي المحكم و المتوازن و المترابط مع موضوع العمل الصحفي و اختيار زاوية نظر فيها بحث و طرافة و تجديد
- اعتماد تقنية سردية واضحة فيها بناء محكم و موثق و ثري بمحامل أخرى ( كالصور و الشهادات المختصرة و الارقام و الرسومات البيانية و الومضات القصيرة...) تساعد القارئ/ المتلقي على متابعة الموضوع من المقدمة الى الخاتمة بتركيز متواصل و متتابع و على فهمه جيدا
- تشجيع الصحافة المكتوبة التي تعتمد الجودة و الجدية و تختزل كل مكونات مهنة الصحافة و خصائصها و تؤدي أهدافها، و هي المهددة اليوم بالاختفاء و بالانقراض بسبب الصعوبات الاقتصادية من جهة و بسبب طغيان استهلاك ما تعرضه وسائط التواصل الاجتماعي على حساب المطالعة و القراءة.
ومنحت اللجنة الجائزة الثالثة للصحفية عبير القاسمي عن موقع "بيزنيس نيوز" عن مقالها في شكل الملمح أو الپورتريه "من خليل إلى خوخة، دعونا نحدثكم عن صديقنا الذي يفضل أن يكون إمرأة" اعتبرته اللجنة مقالا مميزا يمكن العامة من وسائل فهم حياة الأشخاص العابرين و العابرات و الكوير في تونس.
وأسندت الجائزة الثانية للصحفية نجلاء بن صالح عن موقع نواة عن مقالها التوثيقي التحقيقي بعنوان شهادات تعذيب و تنكيل تختبر شعار " لا خوف على الحريات" وتم في هذا العمل تم طرح الحق في التظاهر وما يتعرض له المحتجون من اعتداءات أمنية وتنكيل ولكن ايضا السياسة التمييزية ضد مجتمع الميم عين بأسلوب سلس ووصف دقيق يساهم في تقريب الصورة والاحداث ويجذب انتباه القارئ، وهو أسلوب راوحت من خلاله الصحفية بين الشهادات الحية وبين ما يضمنه القانون بالإضافة إلى موقف منظمات المجتمع المدني التي تدافع عن الحقوق والحريات.
أما الجائزة الأولى فقد فاز بها الصحفي مالك الزغدودي عن موقع الكتيبة عن مقاله التوثيقي التفسيري "تونس عندما تقيد الحقوق و الحريات بسلاسل الطوارئ و الإجراءات الاستثنائية" وهو مقال تفسيري اعتمد فيه الصحفي وسائط متعددة حيث انطلق من وقائع وراوح بين التحرير انطلاقا من شهادات وتفسير نصوص قانونية واستخدم تسجيلات صوتية وبيانات لتقريب الموضوع أكثر ما يمكن من الرأي العام كما طرح من خلال الجمع بين كل هذه الوسائط، التعسف في استخدام القانون (قانون الطوارئ كمثال) والصلاحيات لضرب الحقوق والحريات كالحق في السفر والتنقل والاحتجاج والحصول على جواز سفر.