ملتقى الإعلام السعودي الثاني 2023 بمدينة الرياض: الإعلام في عالم يتشكل


 

انعقد منتدى الإعلام السعودي في نسخته الثانية، يومي 20 و21 فيفري 2023، بحضور أكثر من 1500 إعلامي من المملكة والدول العربية، ومختلف دول العالم، وبرئاسة الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون، رئيس المنتدى محمد بن فهد الحارثي.

وكان محمد الحارثي، رئيس منتدى الإعلام السعودي ورئيس الهيئة السعودية للإذاعة والتلفزيون، قد أكد أن المنتدى فرصة لجميع خبراء الإعلام والمهنيين للاستفادة من الخبرات الإعلامية المختلفة. كما أوضح الحارثي أن هذا المنتدى يعطي فرصة لكل صانع محتوى للاستفادة من هذه التجربة ، مشيرًا إلى أن الجلسات التي تمّ تقديمها تتماشى مع عملية التطوير التي تسعى المملكة اليها. وأشار الحارثي إلى أن أهم مخرجات الملتقى هو التعرف على أكثر من تجربة في المجال الإعلامي ، والاستفادة من الإعلاميين الذين حضروا الملتقى واطلعوا على الرياض والتطور الثقافي والفني والاقتصادي الذي تشهده المملكة. الشهادة.

كما تطرق وزير الإعلام المكلف دكتور ماجد القصبي خلال  كلمة ألقاها خلال يوم الافتتاح، إلى إنجازات هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي في الفترة الماضية، ومنها افتتاح قناة ذكريات والإذاعات الدولية، إلى جانب ارتفاع نسبة الإعلان التجاري. وأشار إلى أن إعادة هيكلة للهيئة تلوح في الأفق القريب من أجل تطوير قدرات متميزة عن المنافسين، وصناعة محتوى سعودي يعزز الهوية الوطنية، بالتوازي مع دعم وتمكين صناعة المحتوى المحلي عبر تطوير المواهب وتوطين الإنتاج في المملكة".

اخر تطورات السوق الإعلامي

كان برنامج المنتدى غنيا بالمداخلات القيمة حيث واكب المتحدثون آخر تطورات السوق الإعلامي بالعالم، وقدم البعض منهم التجارب العربية. وقال سي هيونغ لي، مدير تخطيط السياسات بقناة شانيل الكورية، خلال العرض الذي قدمه في جلسة بعنوان: "اتجاه تصدير المحتوى الكوري واستراتيجية شركات الإعلام الكورية"  أن نسبة إنتاج المحتوى الكوري في عام  2016  قد بلغت 6 ملايين فيلم، ويعتبر الجمهور السعودي من بين المهتمين بالإنتاجات الكورية خاصة المتعالقة بإنتاجات الغذاء والرياضة والتعليم.

زأكد المستشار الإعلامي ماجد الغامدي أن الصحافة الروبوتية أصبحت حقيقة لا يمكن إنكارها ، تتنافس بشراسة مع العقل والحس والموهبة البشرية. وأضاف أن وكالة أسوشيتيد برس كانت تقدم في السابق 300 تقرير سنوي والآن بعد ظهور الصحافة الروبوتية تقدم 4400 تقرير سنوي.

وعقدت أيضا جلسة حول "الصحافة الروبوتية في وجه الحواس والمواهب" بمشاركة الصحفي في وكالة الأنباء الروسية الرسمية سبوتنيك وائل مجدي السيد  ورئيس JDA العالمية جوني مور والمستشار الإعلامي ماجد جعفر الغامدي  والصحفية الأمريكية الدكتورة قانتا أحمد ومحررة الشرق الأوسط ميشيل أريزانتي.  وأدار هذه الجلسة مساعد رئيس تحرير عرب نيوز نور نقالي. وأكد وائل السيد أن الصحافة الروبوتية أصبحت حقيقة قد تهدد المؤسسات الصحفية ، مشيرًا إلى أن الأبحاث تظهر أن الصحافة الروبوتية بدأت تشغل من 8 إلى 12٪ من وظائف الصحفيين ، ويمكنها أن تتفوق على البشر خاصة في مجال الصحافة. لغة الأرقام. لكن هذا لا ينفي أنه لا تزال هناك جوانب يصعب تغطيتها من الناحية الفنية ، مثل المقابلات الصحفية. علاوة على ذلك ، هناك عدد من عيوب الصحافة الروبوتية ، مثل إمكانية اختراق حقوق النشر، وقتل الإبداع بين المؤسسات الصحفية ، وتهديد بيانات المستفيدين. بدوره، أكد جوني مور أنه على الرغم من أن العقل البشري أكثر كفاءة من أجهزة الكمبيوتر، إلا أن التكنولوجيا تبقى في النهاية وسيلة لمعرفة قوة الله ولكنها لن تكون في مكان الإنسان.

كما كان موضوع القيادة النسائية موضوع إحدى جلسات هذا المنتدى حيث أكد المتدخلون على ضرورة حضور المرأة في المشهد الإعلامي، وتمكينها من خلال تولي مناصب قيادية. كما تطرقت الجلسة التي أدارتها مقدمة الأخبار في قناة الحدث تهاني الجهني ، إلى مؤهلات وخصائص القيادات النسائية في الإعلام ، والتحديات التي يوجهنها، فيما أشادت الرئيسة السابقة لجمعية الصحفيين البحرينية ، عهدية أحمد ، بمكانة المرأة في الإعلام الخليجي والعربي ، معربة عن اعتزازها بهذا التقدم الذي يدعمه الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة ، مشيرة إلى أن وجود المرأة مهم في  العديد من وسائل الإعلام.

تكريم 8 فائزين بجوائز الملتقى

كان يوم 21 فبراير 2023 هو الحفل الختامي لملتقى الإعلام السعودي في نسخته الثانية ، والذي نظمته هيئة الصحفيين السعوديين بالتعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون. بحضور وزير الإعلام بالإنابة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي والسيد محمد الحارثي رئيس هيئة الإذاعة والهيئة السعودية الأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام وحسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ، وعدد كبير من الإعلاميين والأكاديميين. وبدأ الحفل بالنشيد الملكي ، وشاهد بعده الجمهور عرض فيديو بعنوان "الراحل سيبقى" يستذكر فيه الحضور أبرز الشخصيات الإعلامية السعودية الذين وافتهم المنية - رحمهم الله.

خلال الحفل الاختتامي للمؤتمر، تم الإعلان عن جوائز الملتقى ، حيث فاز جميل الذيابي بجائزة الحوار الصحفي. وفي فئة المقالات الصحفية ، فازت تغريد الطاسان ، وفازت يمن لقمان بجائزة التقرير الإخباري. وفي فئة التحقيق الصحفي فازت مجلة الحرس الوطني وفاز خالد عبد العزيز في فئة الحوار الإذاعي. أما في الحوار المرئي فاز خالد مدخلي. وفاز بجائزة الإنتاج العلمي (رسائل إعلامية) شهد هرموش ، وأحمد العرفج عن فئة الإنتاج العلمي (كتب وبحوث) ، وفاز بجائزة المحتوى النوعي محمد الرتيان.

وتلت فقرة تقديم الجوائز عرضًا ترفيهيًا لفرقة التوأم الفرنسية. كما كرم وزير الإعلام بالإنابة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي الفائز بجائزة شخصية العام خالد بن حمد المالك والشركاء الرسميين ورعاة الملتقى.

المملكة العربية السعودية تنفتح على العالم

من يتجول في مدينة الرياض، يكتشف الانفتاح الذي عاشته هذه المدينة حيث يمكن للمرأة أن تتجول بها دون ارتداء الحجاب، ودون أن ينتقدها أي رجل. وهكذا تحول إرتداء الحجاب إلى حرية شخصية. كما نجد النساء بالمقاهي التي أصبحت مختلطة، و يمكنهن قيادة السيارة والتجول بحرية بالشارع. وقد اتفق جميع المشاركين بالمنتدى على التطور الذي شهدته المملكة والرياض.

وكان المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، وزير الاستثمار السعودي، قد أكد في مداخلة له إن المملكة أصبحت واحدة من أقوى 20 اقتصادا في العالم ، حيث استطاعت خلال السنوات الخمس الماضية تحقيق معدلات تنمية كبيرة على الرغم من تحديات كوفيد. -19 وباء وزاد حجم الاقتصاد العام الماضي من 600 مليار دولار سنويا الى تريليون دولار.

كما قال محمد الحارثي ،رئيس منتدى الإعلام السعودي ورئيس الهيئة السعودية للإذاعة والتلفزيون ، إن المملكة العربية السعودية تراهن على صناعة المستقبل وتشكيل خريطتها ورسم معالمها ، فالإعلام جزء لا يتجزأ من عملية التنمية ، لذلك نحن أطلق على هذا المنتدى شعار الإعلام في عالم يتشكل. وأوضح الحارثي أن الوضع الحالي هو مرحلة عمالية تعيد النظر في صناعة الإعلام ، وهذا التطور فرض مناقشة موضوع دمج الشكل والمضمون. وأضاف أن هناك إعلام جديد له لغته ومشاهده واقتصاده ، ونسعى إلى أن يكون لدينا خبراء يساهمون في الريادة الإعلامية ، حيث يبقى السؤال الذي يطاردنا: إلى أين نذهب بعد 5 سنوات؟ وتابع أن الإعلام من القوى الناعمة في عملية التغيير ، ولكي يكون مبدعًا يحتاج إلى مساحة واسعة. ومع ذلك ، الحرية تقابلها المسؤولية ، والمعيار الرئيسي يظل المحتوى الإعلامي.