اختتام مشروع "شباب من أجل الديمقراطية" بعد تنفيذ سبع مبادرات محلية بولاية صفاقس


بعد سنة من العمل الميداني ومن التعاون المشترك، اختتمت كلّ من المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية (DRI)-مكتب تونس ومنظمة "نحن الشباب"(We Youth) مشروعهما المشترك "شباب من أجل الديمقراطية بولاية صفاقس" الذي انطلق في شهر فيفري 2022 بهدف مضاعفة تأثير المبادرات الشبابية على المستوى المحلّي ومزيد التشبيك بين الشباب والبلديات على مستوى ولاية صفاقس.

وتمّ خلال الندوة الختامية التي انعقدت يوم الخميس 23 فيفري 2023 بمدينة صفاقس تقديم نتائج المشروع بحضور ممثّلين عن عدد من بلديات ولاية صفاقس وعن مصالح الولاية إلى جانب ممثّلي المجتمع المدني الناشط بالجهة.

وقد تضمّن المشروع تنفيذ 7 مبادرات محلية مختلفة الأهداف موزّعة بين جمعيات ومجموعات أفراد، وقع اختيارها حسب عدد من المعايير، في كلّ من صفاقس المدينة ومدينة ڨرمدة ومدينة قرقنة ومدينة بئر علي بن خليفة، تراوحت أنشطتها بين الاهتمام بالجوانب البيئية والثقافية والرياضية وهي كالآتي:

  • مبادرتان بصفاقس المدينة، اهتمّت الأولى (Medi-Vert) بتثمين تراث المدينة العتيقة بصفاقس من خلال تنظيم عدد من الأنشطة في باب الشرقي أهمها تكوين أكثر من 30 شابا وشابة حول تاريخ وعمارة المدينة العتيقة، وتزيين الممرّات السياحية المحيطة بها وإنشاء تطبيق سهل الاستخدام من قبل الزوار قصد الترويج للتراث التاريخي لمدينة صفاقس، فيما قامت المبادرة الثانية (رائدات) ببناء ممرّات لتسهيل تنقّل ذوي وذوات الاحتياجات الخاصة بجهة الكازينو وإنشاء مدخل وصول إلى الشاطئ مع تركيز لافتات وطلاء الممرّات والشرفات الحديدية وإنجاز رسومات حائطية تُعنى بأهمية التنمية المستدامة.
  • مبادرتان بقرقنة، قامت الأولى (قرقنة شباب يحلم ويغيّر) بحملة تنظيف ميناء الصيد البحري بالقراطن وبصيانة وطلاء جدرانه إلى جانب إنجاز جداريات تشجّع على الصيد التقليدي وتروّج للسياحة البيئية في جزيرة قرقنة، أمّا المبادرة الثانية (كبّر غرامك) فتولّت إنشاء ملعب مفتوح للكرة الحديدية موجّه لكافة متساكني قرقنة وذلك بدار الشباب بالقراطن.
  • مبادرتان بڨرمدة، قامت الأولى (ڨرمدة لينا ما تزهى كان بينا) بتنظيم مهرجان على مستوى المنطقة البلدية اهتمّ بدور الشباب في الحياة العامة مع التركيز على الجوانب الثقافية والتقليدية لمدينة ڨرمدة، ومن جهتها تولّت المبادرة الثانية (ڨرمدة خير) بتكوين 40 عائلة حول كيفية فرز النفايات وتحويلها إلى سماد عضوي.
  • مبادرة ببئر علي بن خليفة (زينة البلاد) أين تمّ غرس 350 شجرة خرّوب وتنظيم دورات تكوينية لفائدة مربّي.ات النحل.

كما تضمّن المشروع تنظيم سلسلة من الورشات التكوينية الموجّهة لممثّلي.ات المبادرات حول آليات الحكم المحلي وحقوق وواجبات الشباب والانتخابات والحوكمة المحلية إلى جانب عقد اجتماعات مباشرة بين المبادرات والبلديات المعنيّة بالمشروع ساهمت جميعها في تبني مقاربة تشاركية خلال كامل مراحل المشروع والخروج بتوصيات عملية سهّلت تنفيذ المبادرات السبع.

ولمزيد الانفتاح على الشباب وتحفيزيهم.هنّ على انخراط أكبر في الشأن العام، تمّ إنجاز حملة تحسيسية رقمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكل من المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية ومنظمة نحن الشباب تمثّلت في إنتاج فيديوهات ذات محتوى مبسّط اهتمّت بالصعوبات التي تعانيها ولاية صفاقس والحلول الممكن إنجازها من قبل الشباب، إلى جانب إنتاج سلسلة من البودكاست المصوّر والتفاعلي مع جملة من الضيوف حول مشاركة الشباب في الحياة العامة والفنّ والمناصرة والمواطن المراقب.

هذا وحازت جلّ هذه الانتاجات على تفاعل إيجابي من روّاد وسائل التواصل الاجتماعي خاصة من فئة الشباب في كلّ من ولاية صفاقس وعدد آخر من الولايات وذلك من خلال ارتفاع عدد المشاهدات ونوعية التعليقات حسب كل مضمون ومنصّة رقمية.

 واختتم المشروع بجملة من الدروس المستخلصة نذكر أهمّها الدعم المهمّ الذي وفّرته غالبية البلديات لفائدة المبادرات في حدود قدراتها المالية والتقنية، وخاصة على مستوى الجوانب الاجرائية، مثل الموافقة على التصاريح وتخصيص قاعات اجتماعات لفائدة المبادرات لعقد أنشطة إلى جانب الحصول على تصاريح من قبل الإدارات الجهوية المعنية بحماية التراث والغابات، ما يُثبت للشباب أنّ التعاون الجيد مع البلدية بإمكانه تيسير العلاقة مع أي سلطة محلية أخرى.

وتمّ خلال الندوة الختامية تقديم أهمّ التوصيات كالتي تقدّم بها شباب المبادرات إلى الشباب ممّن لم يشاركوا في هذا المشروع وأهمها إضافة الجمعية في السجل البلدي من أجل استمرار الاطلاع على المبادرات المجتمعية الأخرى، والتنسيق بشكل أفضل مع أصحاب المصلحة المحليين وتعزيز أوجه التآزر، وتلك التي تقدّم بها الشباب إلى البلديات كإنشاء لجنة توجيهية بين المبادرة والبلدية من أجل التنسيق الوثيق أثناء التنفيذ وتعزيز المقاربة التشاركية وتخطيط زيارات مع المواطنين وممثلي البلديات للمساعدة في حل مشاكل الأحياء السكنية، وأخيرا التوصيات الموجهة للشباب من قبل البلديات كإبلاغ اللجان المختصة في البلدية بالمبادرة من خلال تجميع مخطّط تنفيذ المشروع لتيسير تعاون الإدارات المحلية الأخرى والحصول على الدعم التقني المطلوب.