كثر الحديث و تعددت الرسائل من جهات مشبوهة محاولين النيل من الرئيس قيس سعيد ومساره، والغريب في الأمر، ان هذه الرسائل تروج عبر اشخاص ومؤسسات فقدت مصداقيتها أمام الشعب والرأي العام الذي طردهم يوم 25 جويلية.
والغريب أن من يروج ذلك يحاول إقناعنا بصحت ما يقولون كذبا وهذه طريقة النازي الالماني مستشار هتلر الإعلامي الذي قال؛( اكذب، اكذب، والكذب ثم الكذب حتى يصدقك الناس). فخطأ أن نحمل المسؤولية للرئيس في تعثر مسار التغيير،وغلاء المعيشة وتعثر الإنجازات، وتفاقم البطالة والإحتكار، وكل ما لا يعجب حكام العشرية المشؤومة. والأبواق الإعلامية ناشطة هذه الأيام في تحميل المسؤولية للرئيس عن تدني نسبة المشاركة في الإنتخابات التشريعية وبالطبع لكل غايته في ذلك. ففي كل المجالس يخوضون ويتحدثون عن حال البلاد و ما أصابها من فقر ووتاخر ونسوا انهم هم سبب لكل المصائب التي حصلت في البلاد . وللتذكبر فإن الرئبيس قيس سعيد سبق له وان قال "لا اعتراف و لاحوار ولا صلح الا مع الوطنيين".
لقد ساهمت وسائل الإعلام المتعددة في نشر صورة مأسوية للأوضاع في تونس تجرح الخاطر وتقلق القلب وتهز النفس. ولا تسمع في مجالسهم إلا قولهم ان النكبات والمصائب سببها الحاكم ونسوا فسادهم و كثرة سرقاتهم وتعويضاتهم التي افتوا بها تجار الدين ونسوا المستكرشين والمحتكرين والمتاجرين في قوت الشعب.فلماذا لا تسألوا أنفسكم أين يكمن الخلل ومن أين بدأت وكيف انتشزت الأزمة في البلاد ؟ وعليكم ان تسألوا أنفسكم وتجيبوا عن ذلك بصدق وواقعية، لماذا تراجعنا وهُزمنا وتأخرنا وتقدم غيرنا وتطور؟ لماذا تفككنا وانقسمنا شيعا، وغيرنا يعمل وينتج ويتطور. فهل بالصياح والعويل تتغير الأوضاع وهل هذا الطريق الصحيح لتصحيح المسار ومعالجة الأخطاء .
إن النديب والصياح والعويل وإحداث الفوضى، هو مرض استشرى في اجساد بعضهم وافتك بهم ومع ذلك فانهم لا يشعرون بذلك المرض ولا يقاومونه، بل يندبون حظهم ويرثون حالهم ويزعجون الناس بأنائهم ويوقظونهم بأهاتهم وزفراتهم. وهذا ينطبق على المعارضة التونسية، فهم لم يكتشفوا المرض الداخلي فيهم، ولم يعالجوه، ومع ذلك فكل يوم تراهم ألا يندبون ويهولون الأحداث. كان عليهم أن يتركوا النواح والنباح، وأن يبحثوا عن دواء لمرضهم.
إن المصائب التي حصلت بالوطن سببه ما فعلتموه في هذا الشعب، فحاسبكم الله بمعاصيكم وظلمكم للناس. فإذا أردتم حقا التغيير، فلتغيروا من احوالكم، ومن فساد قلوبكم وأنفسكم، فسيغير الله حالكم ويرفع ما بكم من مصائب.