مبروك أولا لمن اختاره ابناء مدينته او حيه ليكون صوتهم في البرلمان القادم، وقبلة على جباههم لأنهم حصلوا على ما يقارب ضعف الأصوات التي حصدتها النهضة في 2019 وحكمت بها البلاد. لقد اكدتم ان لا أحزاب قوية ولا ماكينات انتخابية في البلاد.
لكن السؤال الأهم هو "لماذا انكفأ شعب 25 جويلية الانتفاضة والاستفتاء؟"... والجواب واضح. لقد نزل الشعب ليطالب بمحاسبة الاخوان واجرامهم، زلزل الناس الشوارع لسحق الفاسدين وسارقي رغيف الفقراء، وصرخ الجمهور ليؤسس لدولة قادرة تضرب بيد من حديد كل المافيات وشبكات المصالح. فهل استجاب من اعطاه الناس ثلاث ملايين صوت في قيض الصيف؟
لا ! ترك قضاءا مخترقا يتعامل بشكل ركيك مع كبريات قضايا البلاد، وتعامل بشكل بيداغوجي متخلف مع من يجوع الشعب، وعول على الناس لفهم الوضع كما يطلب من تلميذ استيعاب الدرس. فما رآه الناس واستقر في الذاكرة هي صورة السفاح في سيارته المكشوفة يلوح بشارة النصر. الناس فوضوك لتحقق الحلم، للقصاص وحماية الفقير.
والآن، سيكون لك برلمانا، وستتضاءل القبضة الدولية الضاغطة، لذا، لا مناص من التحرك لإنجاز التزامك ازاء شعب الانتفاضة، هذا الشعب الذي لا يتحرك ضمن انسياق القطيع والزعاماتية الهزلية والپافلوفية السياسية، بل بالفكر والموقف والالتزام. فقد انتهى زمن الانتظار، فإما دولة قادرة او عودة للساحات.