يشعرونك بخطاباتهم وتصرفاتهم الفلكلورية انك تشاهد مسرحية سيئة الإخراج،فهل هذا ما يطمح إليه المواطن؟ هل هذه برامج نواب المستقبل؟هل هذا مستواهم وتفكيرهم؟ فهل خرجنا من فوضى لنعود إلى فوضى جديدة بلون جديد؟
أسئلة تدور بخلد كل مواطن، هذا المواطن المسكين الذي يمر اليوم بأزمة اقتصادية يعاني منها الويل؟ فهل هناك من يريد أن ينفره من السياسة ويبعده عن الانتخابات ؟. ان كل من طردهم الشعب من المجلس لهم اليوم مصلحة في ترذيل وتمييع الانتخابات التشريعية فهم يعملون جاهدين على إفشالها بكل الطرق.
الانتخابات ستحصل في موعدها، وكل الناس بدأت تستعد للعملية الانتخابية، ولا أحد في الداخل يستطيع أن يعطّل هذا الاستحقاق، مع الأسف هناك من يحاول أن يشوّش على الانتخابات فقط من باب التشويش، لأنّه يعتقد انه الوحيد الخاسر ان تمت الإنتخابات، ولذلك تراه يطلق مواقف، ويرسل تقارير إلى هذا الاتجاه أو ذاك يشكّك فيها.
إنّ هذه الانتخابات ستتم، ولن تتعطّل، لا بل أقول لن يمكن لاحد ان يعطلها. فمن تم إبعادهم عن المشهد السياسي بسبب أفعالهم التي انهكت البلاد والعباد لم يشعروا بعد بجهلهم ولا شك في ذلك.
يقول ابن خلدون مؤسس علم الاجتماعي وهو من كبار المؤرخين ممن أتصف حكمهم بالمنطق والعقلانية في تحليل الأحداث التاريخية: "شعور الإنسان بجهله، ضرب من ضروب المعرفة"، والعكس ينطبق على الطبقة السياسية المنهارة.
إن المهرجين الذين نراهم اليوم في الانتخابات التشريعية وكل يوم يطل علينا مهرج بإطلالته البهية لم يتصرفوا لوحدهم، بل ورائهم من هم أرذل منهم. ويقول ابن خلدون: "إذا أردت أن تعرف الإنسان، فأنظر من يصاحب،فالطباع يسرق بعضها من بعض،إننا نأخذ من طباع بعضنا دون أن نشعر".
إذا عدنا إلى مجلس نوابنا المنحل ستتبين لنا الحقيقة ومن وراء التشويش المتعمد أن الفتن التي يصنعها تجار الدين معروفة منذ القدم، وإن لم تصدقوني عودوا إلى ابن خلدون واسألوه عن تجارة الدين، يقول ابن خلدون"الفتن التي تتخفى وراء قناع الدين تجارة رائجة جدا في عصور التراجع الفكري للمجتمعات". هذا الكلام يعني كل من استعمل الدين من اجل إفلاس البلاد.
وهناك محاولات ممن طردهم الشعب يوم 25 جويلية لترذيل العملية الانتخابية التشريعية، من أفسد السلطة ودمرها واغرق المؤسسات بالانتدابات الفاشلة يشدون اليوم إلى الخلف. لقد طردكم الشعب ولن يندم على ما فعله رغم معاناته وتدهور مقدرته الشرائية، إلا انه لازال يثق في مسار رئيسه.