طرد التلميذة نور عمار المتميزة والمبدعة المرسمة بالسنة ثالثة اعلامية اختصاص موسيقى، من معهد الفنون بالعمران تونس هي عقوبة قاسية وغير متناسبة مع ما اقترفته، فهذا انتهاك جسيم للحق في التعليم، خصوصا وأن الحق في التعليم يتمتع بحصانة من الطرد النهائي حماية وصونا له وتكفله المعاهدات والدستور، كما يحمي الحق في حرية التعبير للجميع وهذا الحق الاساسي طالما دافعت عنها نقابة التعليم الثانوي والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.
ويعود سبب هذا القرار لفيديو نشرته نور على صفتحها وصفت فيه الممثل وأستاذ المسرح بالمعهد مهذب الرميلي "بالصفر وبلا اخلاق" تعقيبا على ممارسات قالت أنها أضرت بالتلاميذ الذين يدرسون عنده في نفس المعهد.
من جهته أكد المندوب الجهوي للتربية بتونس 2، محمد القوزني، أن موضوع الطرد النهائي للتلميذة محط اهتمام من طرف المندوبية ومن قبل وزير التربية شخصيا. وأضاف أن مجلس التأديب اتخذ قراره بطرد هذه التلميذة لكنه لم يطلع بعد على فحوى القرار.
وأبرز القوزني أن المجالس التربوية في كل المسؤؤالتربوية تتخذ قراراتها في كل الأمور المتعلقة بها ثم يتم إحالة الملفات على مندوبيات التربية التي تنظر فيها لافتا إلى أنه على اتصال مع مدير معهد الفنوفن بالعمران لكن إلى الآن لم يصل الملف إلى مندوبية التربية بتونس 2، مشددا على أنه ستتم دراسة الملف من مختلف جوانبه وعدم الاكتفاء بالفيديو الذي نشرته التلميذة وقال إنه من غير الممكن أن يتواصل تناول هذا الموضوع بهذه الطريقة ودون التثبت من كل الجزئيات.
وجاء الخبر وفق ما نشره معهد الفنون بالعمران كما يلي:
"بكل أسف نودع فنانتنا الصغيرة نور عمار ثالثة اعلامية اختصاص موسيقى شاركت بعديد الفعاليات الثقافية والتظاهرات الفنية كما أنتجت في هذا السن المبكر أعمال موسيقية مازالت موجودة في صفحة المعهد وفي قناتها على ال YouTube وشرفت صورة المعهد في جميع لقاءاتها الاذاعية والتلفزية صفحة المعهد تتأسف لقرار الطرد النهائي الذي تم اتخاذه من قبل مجلس التأديب اعتبارًا أن القانون فوق الجميع لكن لا يمكن لمعهد الفنون أن ينهض دون تلاميذه…
نور عمار فنانة متميزة وطموحة نتمنى لها التوفيق في دراستها ومسيرتها الفنية."
وكشفت والدة نو تفاصيل خلاف ابنتها مع أستاذها قائلة: "هذا الأستاذ تعمّد التطاول على ابنتي بوصفها "صاحبة الخلفية"، وهي عبارة تحمل عدّة معاني ولكنه كان يقولها وسط القسم وأمام زملائها، مما أجبرها على تصوير فيديو تهوّرت فيه ونعتته بـ"الصفر"، ثمّ حذفت الفيديو ونشرت آخر فيه إعتذار وذلك بضغط من العائلة، ولكنه رفض الاعتذار".
وأضافت: "أنا مع العقاب وطلبت ذلك من المعهد ومن مندوبية التربية، ولكن العقاب لا يمكن ان يصل الى الطرد النهائيّ، ما من شأنه ان يُدمّر مستقبل التلميذ، ابنتي معروفة بأخلاقها ولكنها نشرت الفيديو في لحظة غضب ونتيجة الهرسلة التي مارسها الأستاذ".
وللاسف واقع التقوقع والقطاعية يستهدف كل فكر وكل رأي مختلف فلا عقوبة على نشرت فيديو،تيكتوك، أو غيرها، مهما كان مضمونها صادما لنا لانها تعبير عن واقع بائس فهي تحتاج إلى تأطير ولا تحتاج الى طرد، ونتساءل كيف يكبر العنف ويهجم علينا بكل تلك الشراسة بعد ما تفعله آلة الدولة بمجالس تأديبها ومحاكمها بالاطفال.
وقد صب رواد مواقع التواصل الاجتماعي جام غضبهم على أستاذ المسرح مهذب الرميلي بعد ان قالت نور انه استهزأ من عملها ودعاها بـ"يا متاع الخلفية" مما أضحك بقية التلاميذ.
وما بقي هنا الا ان نقول الى متى ستستمر مثل هذه الممارسات من طرف بعض الاساتذة، خصوصا وانه من المفروض تشجيع التلميذ وتحفيزه من اجل تقديم الافضل، في كنف النقد البناء دون المس من معنوياته، تحطيمه والتنمر عليه فذلك يلعب دورا هاما في تكوين شخصية التلميذ والتأثير عليه سلبيا.