منال هذلي هي شابة تونسية عمرها 20 سنة عرفت كيف تستغل تطبيقة "التيك توك" وتتعامل مع شركة أجنبية في مجال التسويق، في المقابل دفعوا لها 4000 دولار كأجر لتعبها. ولكن، ماراعها الا ان قام البنك المركزي التونسي بحجز الاموال ولم يرد تسريحها لحسابها الخاص، وقام بفتح تحقيق معه بخصوص إعطاء دليل كيف لفتاة عمرها 20 سنة تجني 13 ألف دينار. فقامت بإعطائهم اسم الشركة التي دفعت لها والبريد الالكتروني، وكل ما يثبت ذلك، ولكن إلى اليوم لم تتحصل على أموالها وتركوها تنتظر، وكلما تذهب لتستشير البنك الذي تتعامل معه، يقولون لها أنهم لا يعرفون شيئا والامور بين يدي البنك المركزي.
إذا شابة تونسية في مقتبل العمر استنبطت فكرة وعولت على نفسها، تعبت، وفرحت، تنتظر أموالها التي حجزوها ولم يردوا تمريرها. هل يوجد تخلف أكثر من هذا التخلف ؟! وهل يوجد ضرب للشباب المبادر والمنفتح على العالم اكثر من هذا التعسف؟
يوجد في العالم اليوم عشرات ملاين الشباب يشتغلون بصفة حرة (freelance) في السوق الدولية وتصلهم أموالا بطريقة سلسة في حساباتهم. كما فُتحت لهم كل وسائل الدفع واستلام الاموال والتعامل مع الشركات الاجنبية. أما في تونس من يُدخل أي مبلغ يَعلق ليُفتح معه تحقيق.
هذه المشاكل التي سببها إدارة وبيرقرايطية وقوانين متخلفة وتجاوزها الإطار الزماني الحالي، والمكان من يتحدث عنها ومن يهتم بها ومن بصدد تقديم حلول لها.
هكذا تحرم الدولة التونسية الشباب التونسي من فرص عمل كبيرة مع شركات أجنبية بسبب غياب آليات الدفع. فمتى ينتهي هذا العبث ونستفيق للمشاكل الحقيقية؟
هذه ليست قصة منال فقط، بل هي حكاية معاناة شباب تونس المبدع، دولتنا الكريمة تفعل كل شيء لتكرهم في الابداع وفي بلدهم، وبالتالي لا ملامة على الشباب ونحن نراه أفواجا أفواجا قد هاجر هذا المكان.