يدّعون أنّ الفرنسية لغة المحتل، وكأن العربية أو الأنقليزية أو الالمانية ليست لغة احتلال… جل الثقافات احتلت بعضها بعضا.
فالفرنسية ليست لغة هوية، والحق أن الهوية نفسها جماع هويات متنوعة.وهل هويتنا العربية؟ الأ مازيغية؟ التونسية؟ المغاربية؟ المتوسطية؟ الافريقية؟ مزيج بين هذا كله.وأيضا هل يعني هذا أن من لا يتقن أي لغة متصلة بهذه الثقافات أضاع هويته؟
فالعالم كله يتكلم الانجليزية، وليس لي مشكل، حبذا لو كان المرء يتكلم عشرات اللغات، فعمر واحد لا يكفي، وعدد المتكلمين بالصينية كبير جدا، وسيزيد، فهل يعني هذا أن نعيب على كل من لا يتكلم الصينية؟
واللافت أن جل من يعتمدون مثل هذه الحجج لا يتقنون العربية ولا الفرنسية ولا الأنجليزية، ولا أي لغة أخرى، باستثناء العامية، وقلة أيضا من يتقنها (بفصاحة عبد العزيز العروي أو علي اللواتي مثلا).
إذن لماذا هذا الكره الذي يحاول البعض بثه إزاء ثقافة أعطت كثيرا للفكر والفلسفة والفنون شأنها في ذلك شأن ثقافات أخرى؟ هل أحتج بأن الأمريكان دمروا العراق مثلا لأشتم الانجليزية؟ أي خلط بين المفاهيم هو؟
إنفتحوا يرحمكم الله، إنفتحوا على الكون كله بما فيه، ومن فيه، فالانغلاق هو منطلق الأوجاع، ووهم الهوية الصافية هو منطلق الفاشيات.
انفتحوا فنحن، لو تعلمون، لا شيء، وكل شيء… نحن الوعي المطلق يسع الكون كله.