لافيات مسقط رأس العديد من اليهود بالعالم حيث كانوا يعيشون في تسامح كليّ مع التونسيين ثمّ غادروا ذات يوم وتركوا إرثهم يتصارع حوله بعض المستوطنين.
حين غادر يهود تونس لافايات كان يظنون أنّهم سوف يعودون يوما ما إلى منازلهم، غير أنّ بعض التونسيين حطموا الأقفال واستولوا على هذه المنازل. لنجد الإخوة اليوم يتصارعون على إرث، قانونيا غير مسجل ولكنّ آباءهم استولوا عليه سابقا.
لا ننفي أن بعض اليهود أيضا ظلوا في تواصل مع تونس، فوضعوا ديارهم على وجه الكراء لسنوات عديدة. لكن حين وافتهم المنية، ظلّ الكاري مقيما دون دفع الإيجار، وفي نفس الوقت لا يمتلك هذا الكاري شهادة الملكية العقارية. ورغم ذلك تجرّا العديد على كراء المنزل لغيره دون أن تكون هناك حجة تثبت ملكيته لهذا المنزل. بل هناك من قام أصلا ببيع المنزل لشخص آخر.
من جهة أخرى، بعض اليهود قاموا بإمضاء وعد بيع مع أكثر من مواطن تونسي، ليظلّ المنزل محلّ صراع بينهم اليوم باعتبار أنّ جميعهم مبدئيا مالكون.
بين أروقة لافيات توجد قصص صراعات دامت لسنوات وما وجد حلّ إلى اليوم، حتىّ المحاكم المدعوة للنظر في القضايا تجد نفسها أحيانا عاجزة عن اتّخاذ قرار. ذلك أنّ القانون التونسي يمنع اليوم الملكية لأّي أجنبي، فهل تراه يمنع يوما ملكية الأراضي لأي يهودي غادر تونس واستوطن ببلد آخر ؟ هكذا تصبح المنازل للمواطنين التونسيين. ليس في هذا ظلم لليهود بقدر ما هو قرار لوضع حدّ للصراعات بين المواطنين.