ضمن الحركة القضائية الجديدة قام عدد من القضاة حديثي التخرج بأداء اليمين أمام الرئيس الأول لمحكمة التعقيب بتونس. وأرى أنه يجب تغيير طريقة انتداب القضاة، إذ أعتبر أن القضاة الشباب غير مؤهلون للحكم بين الناس، مع احترامنا للجميع. وما يلاحظ في هاته الدفعة، وكل الدفع السابقة انه يتم سنويا إلحاق عدد من الشباب في سلك القضاء، وهي سنة محمودة الا في هذا القطاع الحساس حيث من غير المعقول أن نلقي بهؤلاء في لهيب القضايا دون تربص ولا خبرة، ومهما كانت قيمة النظري الذي تلقاه فإنه لن يكون كافيا للتمحيص والتدبير والحكم في القضايا الشائكة التي تحتاج لروح القانون حينا وتقديرات القاضي أحيانا اخرى. فما الحل اذن؟
في عدد من الدول الأوروبية، منصب القاضي لا تحكمه الشهائد فقط وانما الخبرة مطلوبة، ولذلك فالقاضي هنا يجب أن يمر حتما بتجربة المحاماة ولفترة تتراوح بين 10 و15 سنة ينضج فيها الشاب ويتمرس في المحاكم ومع القضايا ليكون بإمكانه الجلوس على كرسي القضاء. اذ ليس سهلا الوصول لهذا المنصب، ولا تكفي الشهائد والتفوق في الدراسة والمحاباة في نيله.
وعليه لابد من تغيير نظام الانتداب في القضاء، فكم من قاض شاب غره المنصب، وورطه حماس الشباب في سوء استعمال لسلطته وأشياء اخرى لايقدم عليها القاضي الناضج عادة.
ومن هاته النقطة يجب أن نبدأ باصلاح القضاء، والمعادلة سهلة، فهي أن القاضي لايصبح كذلك قبل المرور بتجربة المحاماة، والقاضي ليس له الحق في ممارسة المحاماة عندما يستقيل او يقال من القضاء.