في تونس كان لدينا الشركة التونسية للسكر وهي شركة عمومية ولديها 3 مصانع لإنتاج السكر: مصنع بنزرت بطاقة إنتاج 600 ألف طن، مصنع باجة بطاقة إنتاج 400 ألف طن، ومصنع صغير في جندوبة بطاقة إنتاج 30 ألف طن... يعني من المفروض أن لدينا 3 مصانع تنتج مليون طن في السنة، بينما لا يتجاوز الاستهلاك الوطني 500 ألف طن في السنة، يعني في دولة عادية بكل سهولة نحقق الإكتفاء الذاتي ونصدر 500 ألف طن كان هذا قبل أن يعم الجراد. ولكن حين تحكم المافيا وتروّج تلك الجملة المافيوزية "يجب الخوصصة لزيادة المردودية"، هذا ما حصل.
فمصنع جندوبة يتم غلقه نهائيا بحجة أنه "صغير وإنتاجه ضعيف"، ومصنع بنزرت يتم بيعه لرجل الأعمال الليبي النوري سالم، مع شرط أن لا يبيع من إنتاج المصنع في تونس سوى 30% وأن يصدر الباقي الباقي. أما مصنع باجة فإنه يشتغل شهرا وحيدا في السنة على حسب علمي.
كما يواصل ديوان التجارة رفض شراء السكر من مصنع بنزرت، ويستورد بالعملة الصعبة عبر وسيط بريطاني.
"المهم أن يغلق مصنع بنزرت أبوابه"... مع العلم أن مصنع بنزرت قادر لوحده أن يحقق الإكتفاء الذاتي في السكر، أما حينها ستخسر المافيا التي تستورد السكر وتبيعه لديوان التجارة. عندها كيف ستتمكن المافيا التي تستورد السكر وتبيعه لديوان التجارة من تعبئة جيوبها؟
وفي النهاية، ديوان التجارة متورط في موضوع السكر ووزارة التجارة متورطة والدولة لا تكشف عن الحقيقة والرئيس يبحث عن ضحية.