بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بفيروس الورم الحليمي خبراء يؤكدون ضرورة وضع حد للوصمة الاجتماعية وإدماجه ضمن برنامج التأمين الصحي


عقد الائتلاف الإقليمي للقضاء على فيروس الورم الحليمي البشري يوم الخميس 02 مارس 2023، بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بفيروس الورم الحليمي البشري ويبينارا تحت عنوان "جميعا من أجل  القضاء  على سرطان  عنق الرحم" . وكان هذا الويبينار الذي أداره الدكتور هادي محمد أبو رشيد (رئيس قسم التوعية بالسرطان والتطوير المهني ، الجمعية القطرية للسرطان) فرصة للاحتفال بالتقدم المحرز في القضاء على سرطان عنق الرحم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالاضافة إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المرضى في بلدان المنطقة.

وأكدت الدكتورة فتحية سلامة (مديرة الصيدلة، مستشفى سدرة - قطر) على أهمية الجهود المستدامة للتخلص من فيروس الورم الحليمي البشري، كما حثت المجتمع وشركات التأمين الصحي على وجه الخصوص لإزالة الوصمة عن فيروس الورم الحليمي البشري والسعي إلى الوقاية من سرطان عنق الرحم، حيث أكدت أنه يجب أن نتعامل مع فيروس الورم الحليمي البشري  كغيره من الأمراض.  لهذا ترى أنّ المشكلة التي نواجهها هي عدم تقبل المجتمع لفكرة الكشف المبكر و اللقاح بسبب الاعتقادات الخاطئة وسوء فهم خطورة المرض.

كما تطرقت الدكتورة كريمة الشامي (مؤسسة الجمعية المصرية لتعزيز صحة المرأة) خلال مداخلتها إلى التحديات التي تواجه تنفيذ استراتيجية منظمة الصحة العالمية لعام 2030 للقضاء على فيروس الورم الحليمي البشري: أولا، نسبة الوعي المنخفضة بالفيروس وسرطان عنق الرحم. وهو ما يساهم في تأخر الكشف عن المرض ويؤثر سلبا على خطة العلاج، وثانيا، الوصمة الملاحقة للمرض التي تمنع العديد من المرضى من تقبل الحصول على اللقاح او العلاج. لهذا أوصت بضرورة العمل على تحديد مصادر المغالطات المنتشرة في المجتمع والمعتقدات الخاطئة بخصوص الفيروس وسرطان عنق الرحم. ذلك أنه لا يمكن معالجة ذلك إلا من خلال نشر رسائل تدحض هذه الشائعات لتوعية المجتمع، والعمل على وجود برامج وجهود مستدامة على مدار السنة لنشر الوعي والقضاء على فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم، وتهيئة الوحدات الصحية وسياسات الدولة لتهيئة منشئات مخصصة يمكن الاشارة اليها ضمن برامج التوعية للعامة.

من جهتها، سلطت الدكتورة الدكتورة فاطمة الهملان (مؤسسة منظمة رفيدة لصحة المرأة في المملكة العربية السعودية) الضوء على أهمية زيادة الوعي والدعوة المستهدفة مع الحكومات في تنفيذ سياسات فعالة في الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري وتحسين صحة المرأة. وأشارت إلى أن استراتجية "رفيدة" تعتمد على ثلاث نقاط: المعرفة (تقديم المعلومات حول المرض)، التدريب (توفير مجموعة من ورشات العمل ونستدعي خبراء)، التأييد/المناصرة (المشاركة في خلق السياسات واتخاذ القرارات)، حيث تجري المنظمة منذ سنة 2016 محادثات مع الحكومة لسنّ سياسات بخصوص فيروس الورم الحليمي و ذلك بتقديم الإحصائيات المؤشرة لمدى انتشار وخطورة المرض، وهو ما أثمر عن نتائج ايجابية سيتم العمل بموجبها في المملكة قريبا و ذلك بنشر التطعيم وجهود التوعية في المدارس.

وتمّ اختتام الويبينار بإجماع بين المتحدثين على أن هناك حاجة ملحة لإنشاء مراكز رعاية صحية متخصصة وسياسات صحية موجهة نحو رعاية فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم والقضاء عليهما. وهو ما سيسهل على منظمات المجتمع المدني رفع مستوى الوعي وتوجيه الجمهور نحو الخدمات الصحية المتاحة.

تعليق جديد

نهى بلعيد




مقالات أخرى للكاتب

نهى بلعيد